منذ ظهور مقاتلي تنظيم "داعش" في الأراضي الليبية، بدأت السلطات الإيطالية في إتخاد إجراءات احتياطية آخدة بجدية تهديدات التنظيم بتفجير روما. وكان إجلاء السفارة الإيطالية بليبيا بمثابة الإجراء الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك إدراك إيطاليا حجم المخاطر التي تتهددها والقادمة من مستعمرتها السابقة، إذ كانت السفارة الإيطالية من بين آخر السفارات التي بقيت مفتوحة حتى آخر حين هناك. وقد زاد من التخوفات الرسالة التي بعثها التنظيم الدموي بذبحه في الأيام الأخيرة 21 قبطيا مصريا في الجهة الأخرى للمتوسط.هذا الحادث، الذي أدانه العالم، كان بمثابة رسالة قوية لإيطاليا حاضنة الفاتيكان مركز الديانة المسيحية في العالم. وحسب الأجهزة الإستخباراتية الإيطالية، فإن تنظيم "داعش" هدد بإغراق السواحل الإيطالية بنصف مليون مهاجر سري في حالة إن شنت إيطاليا حربا على التنظيم في ليبيا. وتمكنت السلطات الإيطالية من الوصول إلى هذه المعلومات إنطلاقا من تسجيلها لمكالمات هاتفية بين الجهاديين نفسهم في ليبيا وكذلك بناء على تنبيهات من أجهزة إستخبارات بلدان صديقة. وقد زاد من تأكيد صحة هذا التكتيك الذي يحتمل أن تنهجه "داعش" كثرة سرقات القوارب المطاطية في الفترة الأخيرة في الموانئ التونسية والمصرية وربما ذلك ناتج لكونها تهرب إلى ليبيا لملأها بالمهاجرين السريين والذين زاد عدد الذين يصلون منهم مؤخرا إلى سواحل جزيرة "لامبيدوزا " بشكل لافت. وتتخوف إيطاليا كثيرا حتى من إحتمالات تسلل مقاتلي تنظيم "داعش" إلى أراضيها بالإختباء وسط المهاجرين السريين الذين يصلون إليها كل يوم بالمئات. أمام صعوبة ضبط هؤلاء المهاجرين واختراقهم إستخباراتيا غير أن الإئتلاف الحاكم في إيطاليا صادق مؤخرا على مرسوم يقضي بمنح بطاقة الإقامة لكل من يتعاون مع الأجهزة الإستخباراتية للبلد وذلك بكشف أسرار عن الجهاديين الذين يدخلون البلاد. وحري بالذكر أن رئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينسي" كان قد صرح لوسائل الإعلام بأنه يفضل البحث عن حل تحت مظلة هيئة الأممالمتحدة ومجلس الامن الدولي ولا يريد إرسال طائراته وجنوده للقتال في الأراضي الليبية.