أمر قاض مصري اليوم الخميس بإخلاء سبيل صحفيين يعملان في شبكة الجزيرة الإخبارية على ذمة إعادة محاكمتهما بتهمة نشر أكاذيب لدعم "منظمة إرهابية" في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين وهو القرار الذي قد يسهم في تخفيف حدة الانتقادات الغربية للحكومة. وأثارت القضية التي حازت اهتماما دوليا كبيرا انتقادات للحكومة واتهامات بمصادرة الحريات التي نالها المصريون عقب انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وتنفي الحكومة هذه المزاعم. وقرر القاضي حسن فريد رئيس إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة في أولى جلسات إعادة محاكمتها إخلاء سبيل الصحفي المصري باهر محمد بضمان محل إقامته وإخلاء سبيل زميله محمد فهمي الذي يحمل الجنسية الكندية إلى جانب المصرية بكفالة 250 ألف جنيه (32765 دولارا). كما أمر بإخلاء سبيل بقية المتهمين وعددهم أربعة على ذمة القضية بضمان محل إقامتهم وحدد يوم 23 فبراير موعدا للجلسة القادمة. كانت دائرة أخرى بمحكمة جنايات القاهرة عاقبت محمد فهمي بالسجن سبع سنوات وباهر محمد بالسجن عشر سنوات في يونيو العام الماضي لإدانتهما بتهم بينها نشر أكاذيب لمساعدة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وعاقبت محكمة جنايات القاهرة صحفيا ثالثا من الجزيرة هو الاسترالي بيتر جريست بالسجن سبع سنوات في القضية لكن أفرج عنه في وقت سابق هذا الشهر ورحل إلى بلاده بعد قضاء 400 يوم في السجن. وكانت محكمة النقض ألغت في الأول من يناير الحكم بسجن الصحفيين الثلاثة وأمرت بإعادة محاكمتهم. وأفرج عن جريست بموجب تعديل قانوني أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر تشرين الثاني ويسمح له بالموافقة على ترحيل المتهمين والمحكوم عليهم الأجانب المحبوسين لمحاكمتهم أو لقضاء العقوبة في بلادهم إذا اقتضت المصلحة العليا لمصر ذلك. وبعد ترحيل جريست قال مسؤولو أمن في مصر إن من المرجح الإفراج عن فهمي وترحيله إلى كندا لكن هذا لم يحدث حتى الآن. وقال فهمي عندما سمح له القاضي بالخروج من قفص الاتهام والإدلاء بكلمة إنه أضطر للتخلي عن جنسيته المصرية بضغط من مسؤولين مصريين حتى يتسنى ترحيله للخارج. وأضاف في إشارة إلى جريست "كيف متهم معنا بنفس الاتهامات والأحراز وهو على الشاطئ الاسترالي الآن … أنا بأطلب المعاملة بالمساواة المعروفة عن القضاء." وبعد صدور قرارات المحكمة سادت حالة من الفرحة بين الحاضرين وصفقوا للقاضي. وقالت خطيبته مروة عمارة وهي تبكي وتعانق بعض الصحفيين الموجودين في القاعة "شكرا مصر على اتخاذ القرار السليم… أنا سعيدة .. مكنتش بأقدر أنام السنة اللي فاتت". وأضافت "أنا باشكر الرئيس السيسي." وقال السيسي في وقت سابق إنه كان يأمل في ترحيل الصحفيين قبل إحالتهم للمحكمة وأقر بأن القضية أضرت ببلاده. وكتب باهر على حسابه على تويتر بالانجليزية "أنا حر". وقالت زوجته جيهان "الحمد لله. واحنا مش هنسكت غير لما نكمل البراءة." واعتقل الصحفيون الثلاثة في ديسمبر 2013 وقالوا إنهم كانوا فقط يؤدون عملهم. وقال مصدر قضائي إن قرار المحكمة اليوم تضمن إلزاما لكل من باهر وفهمي بعدم مغادرة البلاد. وأضاف أن قرار ترحيل فهمي يصدر فقط من رئيس الجمهورية وليس من اختصاص المحكمة. لكن أحد المحامين عن فهمي قال شريطة عدم نشر اسمه "قرار إخلاء السبيل … إشارة على أن المحكمة ستصدر حكما ببراءة المتهمين في القضية." وهنأ بيتر جريست زميليه في تغريدة على حسابه على تويتر وقال "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام. لم يحن الوقت لإعلان انتهاء الأمر ولكن على الأقل ستذهبان إلى دياركما!" وتتهم السلطات المصرية شبكة الجزيرة ومقرها قطر بأنها ناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين التي أزاحها ?الجيش من السلطة عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمها. وتنفي الجزيرة هذه المزاعم. وقال متحدث باسم الجزيرة إن إخلاء سبيل الصحفيين "خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح." وأضاف "لا يزال التركيز منصبا على أن تصل المحكمة إلى الحكم الصحيح في الجلسة المقبلة برفض هذه الحالة العبثية وإطلاق سراح كل من الصحفيين البارعين دون قيد أو شرط." وزاد حبس الصحفيين من المخاوف الدولية بشأن وضع حقوق الإنسان في عهد السيسي قائد الجيش السابق. لكن من المتوقع أن يحظى قرار المحكمة اليوم بترحيب واسع. كما انه جاء قبل مؤتمر للاستثمار دعت مصر لعقده في شرم الشيخ الشهر المقبل على أمل جذب مليارات الدولارات لمساعدة الاقتصاد على التعافي.