في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة خبر إقالة البروفسور شفيق بوهالي الشرايبي، أستاذ التعليم العالي ورئيس مصلحة النساء والتوليد بمستشفى الليمون التابع للمركز الاستئئفائي ابن سينا بالرباط، بسبب ما اسمته ب"الخروقات التي قام بها خلال تصوير برنامج تلفزي حول الإجهاض السري في المغرب بث على قناة فرنسية"، نفى الأخير في حديث مع "اليوم24″ أن تكون "التهم" الموجهة إليه "صحيحة"، مؤكدا أن إعفائه من مهامه هو إعفاء "غير قانوني" ومنبي على تهم "خاطئة". وجاء على لسان الشرايبي أن "توريط رئيسة مصلحة العناية المركزة بمستشفى الأطفال بالرباط"، غير صحيح، مؤكدا أن "الطبيبة التي تحدثت عن تفاصيل ولادة طفل لا يتجاوز وزنه 900 غرام وإمكانية وضعه في مصلحة الخدج كانت على علم بالمكالمة الهاتفية التي تم بثها في البرنامج، حيث أن عملية تسجيل المكالمة كان باتفاق مباشر معها ولم تبد أي اعتراض في ذلك"، موضحا أنه يملك تسجيلا صوتيا تتحدث فيه بشكل مباشر عن طريق أسئلة وأجوبة مع طاقم البرنامج الفرنسي. وشرح البروفسور أن اللجنة التأديبية لهيئة الأطباء بحضور الرئيس وأعضاء اللجنة العلمية التي أوفدها الوزير "أكدت بحضوري أنه لا توجد أي مخالفة ضدي، في حين أن الوزير وجه لي تهم لعدم توفري على رخصة لتصوير البرنامج داخل المستشفى، والأصل أن الطاقم الفرنسي كان يتوفر على رخصة تصوير من طرف وزارة الاتصال حيث دام التصوير لأزيد من 15 يوما بكل من المستشفى والبرلمان وفي محكمة وسجن مكناس أيضا". وأوضح المتحدث نفسه، أن تصوير إحدى النزيلات وظهورها بوجه مكشوف كان بموافقة مباشرة منها "السيدة التي تم إظهارها بوجه مكشوف هي امرأة متزوجة وحامل بطريقة شرعية وأكدنا في حديث معها أنه سيتم إظهار وجهها فقط وليس أعضاءها التناسلية"، مردفا القول أنه تم إخفاء وجوه جميع النساء الأخريات اللاتي حضرن إلى المستشفى في حالات خطيرة بعد عملية الإجهاض. وأردف الشرايبي أن سيطعن في قرار الوزير لأنها "تهم خاطئة" ويملك جميع الدلائل التي تثبت عكس ما جاء في رسالة الوزير التي توصل بها بتاريخ 27 يناير الماضي. من جهتها، اعتبرت وزارة الصحة في بلاغ يتوفر "اليوم24″ على نسخة منه، أن إقالة الشرايبي من منصب رئيس مصلحة النساء والتوليد جاء بناء على مسطرة تعيين تعيين وإقالة الأطباء الباحثين رؤساء المصالح كما تحددها المادة 15 من المرسوم رقم 548-98-2 في شأن النظام الأساسي الخاص بهيئة الأساتذة الباحثين في الطب والصيدلة وطب الأسنان. وأفاد المصدر نفسه أنه ثبت في حق البروفسور مجموعة من الخروقات أولها السماح للطاقم التلفزي الفرنسي بالتصوير داخل مصلحة الولادة الليمون دون احترام سير المصالح الاستشفائية، وذلك "في خرق لبعض مبادئ أخلاقيات مهنة الطب"، ثانيا أنه خلال عملية تصوير الحلقة تم إدراج بعض الأطباء والممرضين وهم في طور الاشتغال دون إذن مع إدراج نزيلات بالمستشفى بوجه مكشوف مع إدراج بعض الأطباء والممرضين وهم في طور الاشتغال دون إذنهم، وأخيرا أن الدكتور أجرى مكالمة هاتفية مع رئيسة مصلحة العناية المركزة بمستشفى الأطفال بدون علمها في ضرب كامل لأخلاقيات مهنة الطب. وأنشأ رواد موقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء صفحة على الفايسبوك تحمل اسم " Soutien au Pr Chafik Chraibi " وهي الصفحة التي حظيت بتفاعل أزيد من 8.500 شخص بعد مرور يوم واحد على إنشاءها.