"يُمكنك أن تختلف معه جذريا، لكنه رجل يستحق كُل الاحترام"، "رجل عرف بمواقف الصامدة الثابتة"، "رجل كانت قضية الوطن وفلسطين في مُقدمات أولوياته"، "إنه خسارة للوطن". هذه كُلها عبارات اتفق عليها على غير موعد، مُشيعوا أحمد بنجلون إلى مثواه الأخير، بعد زوال اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط، إذ أجمع الكُل على حُسن سيرة الفقيد ورُقي خصاله. رجل المبادئ الثابتة.. من جهته، شدد المسشار الملكي، عبد اللطيف المانوني، على أن أحمد بنجلون كان "رجل المبادئ الثابتة"، مُضيفا "انه رجل لديه أخلاق عالية ورجل يُمكن أن لا تتفق معه، ولكنك تحترمه لأنه صاحب قناعات راسخة يُدافع عنها وفي نفس الوقت يقبل بالحوار"، فيما أردف قائلا "موته خسارة للقيم المغربية وليس فقط المقربين له". بشوش يُحب الحياة.. أما وزير التغشيل، عبد السلام الصديقي، فقد أوضح في تصريح ل"اليوم 24″، أن الفقيد "كان بشوشا يحب الحياة، ويحب بلاده وأسرته"، مؤكدا أنه "بقي وفيا على الرغم من المحن وما ذاقه من مرارة السجون والتعذيب". رجل المبادئ الصلبة.. إلى ذلك، قال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ل"اليوم 24″، إن "أحمد بنجلون رجل تميز بصلابة في الدفاع عن المبادئ، كما أنه رجل يستحق الاحترام مهما اختلفت معه في المواقف والآراء"، موضحا أن "بنجلون كان رجلا إذا آمن بشيء ضحى من أجله، وأصر على ذلك إلى أن لقي ربه". فعل سياسي نظيف.. وفي نفس السياق، شددت البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حسناء ابو زيد، ً على أن بنجلون كان رمزا للفعل السياسي النظيف والمتكامل والنزيه. وجه أساسي.. وأكد حسن طارق، البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، والاستاذ الجامعي، أن بنجلون كان واحد من الوجوه الأساسية للأسرة الاتحادية، معلقا بالقول "فعلا يصعب التفكير في الحركة الاتحادية دون التفكير في العائلة بنجلون". رمز.. "برحيل بنجلون يكون المغرب فقد رمزا من رموز الحركة الوطنية والتقدمية الملتزمة"، هكذا علق الوزير الأسبق خالد الناصري، مؤكدا أن اسمه "ارتبط تاريخيا بمجموعة من المبادئ الأساسية التي تحركت حولها قوى اليسار بمختلف روافدها". شهيد .. أما الناشط في حركة عشرين فبراير، وعضو حزب الطليعة، منعم أوحتي، فقد اعتبر في تصريح ل"اليوم 24″، أن أحمد بنجلون شهيد مات في سبيل الوطن، مُعللا ذلك بكون "جزء من سكرات الموت تسبب فيها تراكم سياط جلاديه". وأردف أوحتي قائلا "لا أجد خيرا من عبارة كان دائما يستشهد بها لما تشتد كماشة المخزن على الحزب، إذ يقول: إننا كطائر الفنيق ننبعث من رمادنا". نضال بلا هوادة.. ومن جهتها شددت الحُقوقية خديجة الرياضي، على أن المرحوم كان أحد المواطنين المعروفين في الساحة السياسية والمغربية، الذي "عاش محن الضحايا، وكان واحدا من مظلومي سنوات الرصاص"، إذ "استمر في النضال بلا هوادة وبقي وفيا لمبادئه ". وأوضحت المتحدثة أن المرحرم كان معروفا بمبدأ النضال إلى أن أبعده المرض عن الساحة. ضد الاستبداد.. أما الحقوقي أحمد النشناش، فقد أكد ل"اليوم 24″ أن بنجلون "كان مناضلا ضد الاستبداد وضد الجور"، كما كان "يعمل من أجل فلسطين والتي كانت هي الروح التي تحركه"، يقول المتحدث. لحم، دم، حياة وحرية.. من جانبها قالت الحقوقية لطيفة الجبابدي إن الفقيد كان "من القيادات البارزة لليسار المغربي التي أدت ضريبة النضال من لحمها ودمها وحياتها وحريتها"، مشيرة إلى أنه "لم يتوانى ابدا عن مواصلة نضاله من أجل فكره ومشروعه السياسي وكان دائما وفيا للمبدأ مهما كان الظرف والموقف وكان مثالا للأخلاق العالية". تضحية.. عبد الرحمان بنعمر الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي أشار إلى أن بنجلون عرف ب"مواقفه المناهضة للإمبريالية والاستغلال والظلم" مبرزا أنه ضحى من اجل قضايا مشروعة، كما كان مع مختلف قضايا الشعوب العربية التواقة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.