قضت محكمة الاستئناف بتطوان، أول أمس، في واحدة من أشهر ملفات الاغتصاب وهتك العرض بمرتيل، وحكمت على الجاني بسبع سنوات سجنا نافذا، وهو الذي كان متهما باغتصاب ثلاثة أطفال أشقاء. واعتبرت هيئة الدفاع أن الحكم لم يكن في مستوى تطلعات أسرة الضحايا، نظرا إلى جسامة الفعل الجرمي المرتكب، مضيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بطفل واحد، بل بثلاثة أطفال قام الجاني بالتغرير بهم، ومارس عليهم الجنس بطريقة بشعة. من جهته، وصف رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بنعيسى، ومقره بمرتيل، الحكم بأنه «مخفف» نظرا لخطورة الجريمة، مضيفا أن محكمة الاستئناف بتطوان تواصل «استهتارها» بقضايا الطفولة عندما يتعلق الأمر بحالات الاغتصاب وهتك العرض. وأوضح المسؤول الحقوقي أن المرصد كان دائما يطالب بتشديد العقوبات، وبأن تكون الأحكام رادعة، لاسيما أمام ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي يشهدها المغرب عموما، ومنطقة الشمال على وجه الخصوص. وكانت المحكمة قد استعانت في حكمها بشواهد طبية تؤكد أن الضحايا، الأطفال، تعرضوا لاعتداءات جنسية متكررة من قبل المتهم. وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر أكتوبر من السنة الماضية، عندما تقدمت والدة الأطفال الثلاثة القاطنين بحي «الشبار»، أكبرهم سنا يبلغ 12 سنة، ضد المتهم، المتزوج ودون أبناء، بشكاية إلى مفوضية شرطة مرتيل تتهم فيها المعني بالأمر بقيامه باعتداءات جنسية متكررة على أطفالها، والتسبب لهم في التهابات، وعززت شكايتها بشهادات طبية وتصريحات الأطفال وقرائن أخرى من شأنها أن تؤكد الاتهامات الموجهة إلى المشتبة فيه الذي يعمل بائعا للسمك. وكانت الأم قد اكتشفت احمرارا على مستوى الجهاز التناسلي لطفلتها، التي لا يتجاوز عمرها 8 سنوات، ولما استفسرتها الأم عن السبب شرعت في البكاء، قبل أن تروي لها تفاصيل هتك عرضها من قبل جارهم، موضحة لها أنه كان يأمرها أن لا تبوح لذويها بما يفعله بها. كما تبين للأم بعد أن طفليها الآخرين البالغين من العمر 7 و12 سنة، بدورهما، تعرضا للاعتداء الجنسي لمرات عديدة ولمدة طويلة من قبل المتهم. وأصيبت الأم بحالة من الصدمة بعد سماع تفاصيل الاعتداء الوحشي على أطفالها، وقد تسبب هذا الأمر أيضا في إصابة والدهم بانهيار عصبي، واستدعى الأمر نقله إلى المستشفى الإقليمي «سانية الرمل» بتطوان. وكانت عناصر الشرطة القضائية بعد توصلها بالشكاية توجهت إلى بيت المتهم، وقد جرى اعتقاله في اليوم نفسه، وأحيل على التحقيق، وقد حاول أن ينفي الأمر، مؤكدا أن لا علاقة تربطهم بالأطفال، لأنه أصلا رجل متزوج. بيد أن الأطفال تعرفوا عليه، وأكدوا، لاسيما الفتاة ذات 12 ربيعا، أنه مارس الجنس عليها، كما استعانت المحكمة أيضا بشهادة بعض الشهود الذين أكدوا رؤيتهم للجاني صحبة الأطفال، وبعد نحو أربعة أشهر من الجلسات، اعتبرت المحكمة الملف جاهزا وقضت بالسجن النافذ على المتهم بسبع سنوات.