في أول خروج إعلامي ورد غاضب للسلفيين المغاربة على المجلة الفرنسية "شارلي ايبدو"، نفذ أزيد من 150 سلفيا، بحسب المنظمين، مساء يوم الجمعة الأخير بفاس وقفة احتجاجية أمام مسجد المحسنين بحي بنسودة الشعبي، احتجاجا كما يقولون على نشر "شارلي" لرسومات مسيئة للرسول في عددها الأخير، الذي أصدرته يوم الأربعاء الماضي، عقب تعرضها لما بات يُعرف ب"مجزرة شارلي إيبدو" بفرنسا، والتي تعرضت لهجوم إرهابي. وردد السلفيون في يوم غضبهم ضد المجلة الفرنسية، شعارات مناوئة لها متهمين إياها باستفزاز مشاعر المسلمين، عبر إصرارها على نشر رسومات تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، رافعين لافتات كتب عليها "لسنا شارلي.. نحن مع محمد"، ومرددين شعارات ضد "شارلي" من قبيل "لا إله إلا الله .. شارلي عدوة الله"، و"كلنا للفدا.. للنبي محمدا"، إضافة إلى ذلك لم يسلم المتضامنون مع مجلة "شارلي إيبدو" داخل وخارج المغرب من نيران السلفيين، حيث اتهموهم بالوقوف إلى جانب جريدة استهزأت من الرسول باسم "حرية التعبير والرأي"، على حد تعبير السلفيين الغاضبين. وفي هذا السياق، كشف عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في اتصال هاتفي أجرته معه " اليوم24″، أن "وقفتنا الاحتجاجية جاءت للرد بقوة على الإهانات المتتالية لعدد من الجرائد والمجلات الغربية ضد الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى رأسها مجلة "شارلي إيبدو، كما أننا حرصنا في وقفتنا على الرد على المتعاطفين والمتضامنين مع هذه المجلة في مصابها، حيث ارتأينا كشف التناقض وازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع المسلمين". وأضاف الغزالي، أن "إساءة مجلة شارلي إيبدو عبر رسوماتها الساخرة ضد الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس هجوما عابرا على الإسلام وأركانه، بل يعتبر مرحلة جديدة من أجل تشويه الإسلام وتبشيع صورته". هذا، وعلمت " اليوم24″ أن السلفيين قرروا نقل احتجاجاتهم، التي استهلوها بمدينة فاس، إلى باقي كبريات المدن المغربية، حيث انضم إلى وقفتهم بفاس عدد من الغاضبين من غير السلفيين، نظرا إلى إعادة نشر المجلة الفرنسية للرسوم المهينة للرسول الكريم، فيما اختارت السلطات الأمنية، التي كثفت من وجودها بمكان الوقفة، تتبع احتجاج السلفيين عن بعد لمدة ساعة ونصف، قبل أن يعلن المنظمون رفع احتجاجهم وسط أصوات من التكبير وترديد أشعار تمجد الرسول وتهاجم أعداءه. وتأتي احتجاجات السلفيين على "شارلي إيبدو"، بعد أيام قليلة عن الحملة الأمنية الواسعة، التي تشنها السلطات المغربية على السلفيين في السجون وخارجها، ولجوئها إلى فرض حراسات أمنية مكثفة على عدد من القنصليات وأماكن العبادات الخاصة باليهود، حيث تعرف مدينة فاس وجودا أمنيا بجنبات القنصلية الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي، وكذا أماكن العبادة الخاصة باليهود.