في الوقت الذي خرجت فيه فئات واسعة من فعاليات المجتمع المدني والحزبي والإعلامي في المغرب، في وقفات أوقدت فيها الشموع، تضامنا مع مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية الساخرة التي استهدفها عمل إرهابي أسفر عن سقوط حوالي 12 قتيلا ضمنهم صحفيون في المجلة ذاتها، قرر السلفيون في إطار اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، تنظيم وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة قبالة مسجد المحسنين في حي بنسودة الشعبي ل»مناهضة» توجه المجلة الساخرة التي اتهموها بالإساءة إلى الرسول (ص)، ورفعوا لافتات تقول إنهم ليسوا ب»شارلي إبدو». ولم تمنع التساقطات المطرية وموجة البرد العشرات من السلفيين في الأحياء الشعبية للعاصمة العلمية من المشاركة في هذه الوقفة التي شهدت ترديد شعارات مناوئة للصحيفة الفرنسية ذات الخط التحريري الساخر، والتي سبق لمقرها أن تعرض لعملية إحراق بسبب نشر رسوم وصفت بأنها مسيئة لرسول (ص). وقال رئيس اللجنة، محمد الغازي، وهو يخاطب أفواجا من السلفيين المتجمهرين حوله زوال يوم الجمعة الماضي، إن إهانة الرسول تدخل في إطار الحرب على الإسلام والمسلمين، ويأتي ذلك في سياق مسلسل ل»تشويه الإسلام»، و»تبشيع صورته»، وفي تصعيد اللهجة، أورد بأن الإرهابيين الحقيقيين هم المسيئون للنبي محمد (ص)، متهما أطرافا من المسلمين ب»الجبن» و»المهادنة» باسم الوسطية في الإسلام، في إشارة ضمنية إلى موجات التضامن التي خلفها هذا الاعتداء على مقر الجريدة الفرنسية، وما تبعها من أحداث هزت فرنسا. وانتقد الغازي المشاركين في مسيرة التضامن العالمية ضد الإرهاب في فرنسا، وتساءل عن أسباب غيابهم عن التضامن مع فلسطين، ومع مناطق أخرى من آسيا وروسيا حيث تتعرض الأقليات المسلمة للتنكيل والتقتيل.