قال الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي إن الأحداث السياسية التي عمت العالم العربي أثرت سلبا على المسرح المغربي، معتبرا أن الحصيلة المسرحية لسنة 2014 ، مرتبطة بها في عدد من جوانبها، كما هو شأن السنوات الثلاث الماضية. وتحدث المسرحي عن أن تجربته الفردية صارت مقترنة باسمه لا غير، ليس فقط في المغرب فقط، وإنما تعدته لتشمل الوطن العربي. المسرحي الزروالي، الذي يحضر مسرحية جديدة، سيميط اللثام عنها مع بداية العام الجديد، أورد في حديثه مع الجريدة أنه لم يعد ممكنا الاشتغال باطمئنان على إبداع ما في ظل غياب سوق خارجي يمكن ترويجه فيه، وعبر عن ذلك بالقول: «كنا نأخذ بعين الاعتبار السوق الواسعة، ونحن نسعى مجتهدين إلى تقديم أعمال مثيرة للدهشة، مدركين أن بذل الكثير من الوقت والجهد سيكون مقابلا له عرض العمل في أربعة أو خمسة مهرجانات عربية على الأقل، وهو ما كان يضمن لها الرواج»، قبل أن يوضح أنه في السنوات السابقة «تمكنا من مساحة جغرافية نستثمر فيها جهودنا الإبداعية ماديا ومعنويا، عبر إقامة جولات وعروض في بلدان عربية مختلفة، كان بينها العراق مثلا». واعتبر الفنان المسرحي أنه في ظل التقلص والضيق الذي يعيشه المسرحي قسرا تحت ضغط الأحداث السياسية، أصبحت الأعمال المسرحية تدور في إطارها الضيق أكثر من ذي قبل، رغم أن ثمة استثناءات تخص بعض الاجتهادات لعدد محدود من الفرق. وحول تجربة المسرح الفردي، قال الزروالي إن هذه التجربة أصبحت مقترنة باسمه لا غير، ليس في المغرب فقط، وإنما في الوطن العربي ككل، وعبر عن ذلك بالقول: «لم أسمع منذ سنوات عن شخص أنجز عملا مشرفا في اتجاه المونودراما. تجربة المسرح الفردي هي تجربة خاصة اقترنت باسم عبد الحق الزروالي، وهذا وصف لواقع الحال، ولا يمثل أي نوع من الغرور». وأضاف الزروالي أنه «يمكن أن تكون هناك تجارب مسرحية فردية، لكن لم يصلني أي صدى عنها رغم تطور وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، في الوقت الذي كانت التجارب الإبداعية الحقيقية سابقا تعلن نفسها في ظل وسائل إعلامية بسيطة». هذا الأمر عزاه الزروالي إلى تراجع قيمة الإبداع الثقافي والفني، معتبرا «أن الواقع صار أكثر غرابة من المتخيل». أما عن آخر عمل للفنان المسرحي الزروالي، فقد أنجز هذه السنة عملا مسرحيا حمل عنوان «روبورطاش»، عُرض في عدد من المدن المغربية، وتم تصويره للتلفزيون (القناة الأولى). كما اشتغل الزروالي على مسرحية أخرى بتونس إلى جانب الممثلة التونسية سميرة بوعمود، وتم عرضها في الدورة الماضية من مهرجان المسرح الدولي بطنجة، كما تم عرضها في المهرجان الدولي للمسرح بمدينة بجاية بالجزائر، وتعرض حاليا في عدد من المدن بتونس.