بعد أن كانت جريدة "أخبار اليوم" هي أول من نشر خبر المشاركة الفعلية لطائرات F16 المغربية، في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أكد ذلك الطيار الأردني الأسير، معاذ الكساسبة، الذي أسقطت طائرته منتصف الأسبوع الماضي في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي. وجاء ذلك في حوار أجرته مجلة التنظيم "دابق" معه، كما نقلت "دابق"، أيضا، صورا للكساسبة مرتديا بذلة برتقالية، وهي بذلة الإعدام الشهيرة. ووفقا للمجلة، فإن صاروخا حراريا أصاب الطائرة التي كان يقودها الكساسبة، قبل أن تسقط على ضفاف نهر الفرات، جنوب شرقي مدينة الرقة السورية. الكساسبة قال إن طلعته الجوية التي سقطت طائرته خلالها، شاركت فيها طائرتان من نوع f16؛ إحداهما مغربية والأخرى إماراتية. و"أخبار اليوم" إذ تنشر مقتطفات لا ترغب سوى في التأكيد على خطورة هذا التنظيم الإرهابي، وعدم احترامه للقوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بأسرى الحرب. دابق : أخبرنا عن نفسك؟ ما هو اسمك؟ من أين أنت؟ كم عمرك؟ معاذ: اسمي معاذ صافي يوسف الكساسبة، أنا أردني من الكرك، ولدت في 1988؛ عمري 26 سنة. دابق: ما موقعك في القوة الجوية؟ معاذ: كنت ملازم أول طيار، تخرجت من كلية الملك حسين للقوة الجوية في 2009، أكملت التمرينات حتى أصبحت طياراً في 2012 مع دخولي للسرب في قاعدة موفق السلطي الجوية. دابق: أخبرنا عن رحلتك التي قادتك إلى الامساك المخزي بك في يوم الأربعاء؟ معاذ: أخبرنا بيوم قبلها في الساعة الرابعة بعد الظهر. مهمتنا تمحورت حول المسح والتغطية لاستهداف الطائرة القاصفة. مسحنا المنطقة لتدمير أي سلاح مضاد للطائرات على الأرض، ولتجهيز غطاء في حال ظهور طائرات للعدو، بعدها جاءت الطائرة القاصفة ذات الصواريخ الموجهة بالليزر لتنفيذ جزء من مهمتها. أقلعنا باتجاه العراق من قاعدة "موفق السلطي" الجوية في مدينة "الأزرق" بمحافظة "الزرقة". في الساعة السادسة والربع صباحاً قاموا بتزويدنا بالوقود. وفي الساعة السابعة وخمسة وخمسين صباحاً، بعدما ذهبت إلى مكان الانتظار، حيث التقينا مع السرب الآخر الذي يتألف من طائرات سعودية F15، إماراتية F16، ومغربية F16، دخلنا منطقة الرقة لمسحها، وبعدها جاءت الطائرة القاصفة، ودخلت لبدء الهجوم. كانت طائرتي قد أصيبت بصاروخ حراري، وقد سمعت وشعرت بالضربة. اتصل بي الطيار الأردني الآخر المشارك في المهمة (ملازم أول طيار صدام المارديني) من إحدى الطائرات المشاركة وأخبرني بأنني قد أصبت، وأن النار تشتعل في فوهة المحرك الخلفي. قمت بفحص النظام، وكان يشير إلى أن المحرك قد تضرر ويحترق، ثم بدأت الطائرة بالانحراف عن مسارها فقذفت نفسي من الطائرة وهبطت في نهر الفرات بواسطة "البرشوت"، وسقط المقعد على الأرض حتى أمسك بي بواسطة جنود الدولة الإسلامية. دابق: ما هي الحكومات العربية.. التي تشارك إلى جانبكم في "القصف الصليبي"؟ معاذ: الأردن مع طائرات ال F16، الإمارات مع طائرات ال F16 المطورة المحملة بالقنابل الموجهة بالليزر، السعودية مع طائرات ال F16 المطورة المحملة بالقنابل الموجهة بالليزر، والكويت تقوم بتجهيز الوقود للطائرات جواً، البحرين مع طائرات ال F16 ، المغرب مع طائرات ال F16 المطورة، ثم قطر وعمان. دابق: ما القواعد الجوية التي تستخدم من قبل المشاركين في "التحالف الصليبي"؟ معاذ: الطائرات الأردنية تقلع من الأردن، والطائرات الخليجية، عموماً، تقلع من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك بعض القواعد التي حددت للهبوط الاضطراري "مطار الأزرق في الأردن، عرعر في السعودية، مطار بغداد الدولي، مطار الكويت الدولي، ومطار في مدينة تركية نسيت اسمها"، حوالي 100 كيلومتر من الحدود السورية". دابق: كيف يتم تنسيق مهام الطيران؟ معاذ: هناك بعض القواعد الأمريكية في قطر، حيث يتم هناك تخطيط المهام، وتحديد الأهداف، وتوزيع الواجبات، إذ يقومون برسم المهام لكل الدول المشاركة قبل يوم من المهمة. يتم إخبار المشاركين بواجباتهم في الساعة الرابعة من اليوم التالي. يقوم الأمريكيون باستخدام القناصين الجويين والأقمار الصناعية والعملاء والطائرات بدون طيار التي تقلع من دول الخليج لتحديد ودراسة الأهداف. ثم نضع صورا جوية وخرائط للأهداف. دابق: هل كنت تعلم ماذا ستفعل بك الدولة الإسلامية؟ معاذ: نعم، سيقتلونني. مترجم عن مجلة «دابق» التابعة للتنطيم الإرهابي