قرر سكان ولاية الوادي في شمال شرق الصحراء الجزائرية القيام بعملية "فرار" جماعية لإنقاذ غزلان الولاية من "مخالب" أمراء وأثرياء الخليج، الذين يكثفون زياراتهم في هذا الوقت من السنة لعاصمة الرمال الذهبية على غرار الكثير من المناطق الصحراوية الجزائرية لصيد حيوانات مهددة بالانقراض، أمام صمت كامل للسلطات الجزائرية التي توفر لهم فوق ذلك حماية أمنية، حسبما كشفت تقارير إعلامية نهاية الأسبوع. عملية "فرار" جماعية بالصحراء الجزائرية لإنقاذ الغزلان من "مخالب" أثرياء الخليج وأمرائهم، هذا ما قرر سكان ولاية الوادي في شمال شرق الجزائر القيام به، لإنقاذ عشرات الغزلان من سهام وبنادق الأثرياء والأمراء من الإماراتيين والسعوديين والقطريين الذين يقصدون الصحراء الجزائرية، خاصة في احتفالات وأعياد رأس السنة لصيد هذه الحيوانات وبعض الطيور المهددة بالانقراض. هذا ما نقلته أسبوعية "كورييه أنترناشيونال" الفرنسية الأسبوع الماضي عن موقع إعلامي جزائري Algérie-Focus حين قالت إن صور جثث الغزلان المشوهة والمرمية في الصحراء بعد اصطيادها من قبل السياح الخليجيين ولدت شعورا ب"الثورة" و"التمرد" عند سكان ولاية الوادي التي تعرف كذلك بعاصمة الرمال الذهبية، لذلك قرروا كحل أخير القيام بعملية "فرار" جماعية لتغيير مكان تواجد هذه الحيوانات حتى لا تبقى في محيط صيد السياح الأجانب والأماكن التي اعتادت قوافل الخليجيين المرور فيها في كل مرة. حيوانات مهددة بالانقراض ومحمية من قبل القانون الجزائري وبدأت هذه العملية التي قادها عارفون بخبايا الصحراء من منطقة "الساحل البري" التي تبعد 100 كلم جنوب مدينة وادي سوف، على أن تشمل مناطق أخرى في الولاية، حسب مصادر محلية. "لقد قمنا بتهريب الغزلان حتى لا يتم اصطيادها وقتلها من قبل الأمراء، أردنا أن نقول "قف" لهذه الجريمة غير المقبولة…غزلاننا تقتل وتعذب من قبل هؤلاء الأمراء، الإماراتيين والقطريين، لكي يأكلوا كبدها فقط ويرمون جثثها بعد ذلك في الصحراء وكأن هذا الحيوان المهدد بالانقراض فضلات غذائية بسيطة" قال أحد أهالي المدينة للأسبوعية الفرنسية. فعلى غرار أهالي ولاية الوادي والمدن الصحراوية المجاورة والمدافعين عن البيئة، يظل صيد الغزلان من قبل الخليجيين والأثرياء يشكل هاجسا كبيرا لدى سكان الصحراء، الذين يتهمون السلطات الجزائرية بالتواطؤ والاشتراك في "الجريمة الحيوانية والبيئية". حيث توفر الجزائر حماية أمنية من الدرك الوطني والأمن ترافق الخليجيين خاصة الأثرياء في طلعاتهم للصيد بالصحراء في حين من المفترض أن يحمي القانون الجزائري 73 نوعا حيوانيا مهددا بالانقراض.