ساعات قليلة بعد وفاة وزير الدولة عبد الله باها، تحول بيت رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران إلى قبلة للمعزين من مختلف المشارب. جلس ابن كيران في صالون بيته بحي الليمون يتقبل التعازي…حاول الظهور بالتماسك لكن ملامح وجهه كانت تخفي لوعة لا حدود لها. لم يبك ولا سمع لو صوت، فقط ظل يردد "حسبي الله ونعم الوكيل". أحيانا يرد على تعازي الوافدين على بيته، وأحيانا أخرى يلزم صمت من عجز عن الكلام. وزراء الحكومة من مختلف الأحزاب حلوا ببيت رئيس الحكومة لتقديم التعازي، في مقدمتهم وزير الداخلية محمد حصاد والجنرال حسني بنسليمان، ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار، ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد، وآخرون..سياسيون من مختلف المشارب حجوا إلى بيت ابن كيران لتقديم التعازي، والعنوان الأوحد كان "الصدمة" !! في الزاوية المقابلة للصالون حيث يجلس ابن كيران، كانت زوجة عبد الله باها فاطمة معنان، وابنته حكمة تبكيان بحرقة. واجتمعت حولهما نساء من حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح. وكانت سمية، ابنة رئيس الحكومة تستقبل الوافدات لتقديم التعازي. بدت منهارة، تماما كما والدتها نبيلة التي بكت الراحل بحرقة. لا أحد يتجرأ على ذكر منطقة بوزنيقة أمام زوجة باها وابنته، فمجرد ذكر اسم المنطقة يفجر لديهما ألما كبيرا. الأسرة الصغيرة أقفلت بيتها بديور الجامع، واجتمعت في بيت عائلة رئيس الحكومة التي تقاسمت وإياها الأفراح..والآن يتقاسمون الأسى والألم.