اختار الصحافي المغربي فؤاد مدني طريقة فريدة من أجل تسويق كتابه الأول "العقل زينة"، وذلك حين قرر بيع كل نسخ كتابه الأول مقابل ثمن رمزي هو: التقاط صورة سلفي مع الكاتب والكتاب. وكتب فؤاد مدني، الذي ترأس سابقا هيئة تحرير "مجلة هسبريس"، على حائطه الفيسبوكي مباشرة بعد خروج الكتاب من المطبعة: "قررت أن لا أبيع كتابي الأول.. سوف أهديه لصديقاتي وأصدقائي، وسنلتقط صور سيلفي"، وأرفق الصحافي هذه العبارة بصورة له يظهر فيها وكأنه سيقوم بعملية انتحار رمزية. وانطلق مدني، منذ ليلة الأربعاء 3 دجنبر 2014، في بيع كتابه مقابل صور السيلفي، إذ نشر على صفحته الفيسبوكية العديد من "السيلفيهات" التي جمعته بزملائه الصحافيين وأصدقائه وأفراد من عائلته، كما قام ليلة الخميس 4 دجنبر 2014، بنشر صورة مثيرة لستة نسخ من كتابه مرفوقة بتعليق: "اليوم بعت 6 كتب مقابل 6 سيلفيهات.. لا غلا على مسكين !". وقد أكد مدني في تصريح ل"اليوم24″ أن "الكتاب هو تجميع للافتتاحيات التي كنت أكتبها بمجلة هسبريس، وقام بتقديم طبعته الأولى الأستاذ الجامعي حسن طارق"، وأضاف مدني: "الهدف الأساسي من إعادة نشري لهذه الافتتاحيات هو حفظها للأبد بين دفتي كتاب، وبالتالي حفظ تلك التجربة الجميلة من التلف ومن النسيان"، واستطرد صاحب "العقل زينة" بالقول: " لا أنتظر جني المال من وراء هذا الإصدار، لقد طبعت 600 نسخة من أجل 600 صديق مقابل 600 سيلفي وفقط " وختم بالقول: "كنت دائما أكره أولئك الصحافيين الأجانب الذين يأتون للمغرب للاشتغال كمراسلين لقنوات دولية وعندما يعودون إلى بلدانهم يؤلفون كتبا مليئة بالكليشيهات الخاطئة عن بلدنا، وبعناوين من قبيل (عام في المغرب) أو (وان يير إن موروكو).. وهنا كنت ألوم نفسي قائلا: لماذا لا نكتب نحن عن بلدنا ونسمح لهؤلاء بنشر الصور الجاهزة عنا". ومن جانبه كتب الأستاذ الجامعي، حسن طارق، في تقديم "العقل زينة": "هذا الكتاب، إعلانٌ ناضجً عن جيلٍ جديد من ممتهني الصحافة في بلادنا، جيلٌ أكثر ثقة في نفسه، وأقل استعداداً لتربية الأوهام، جيلٌ يُرافق بذكاء التحولات الأكثر ثورية في أنماط التواصل والإعلام". للإشارة فإن "عملية البيع الانتحارية" لكتاب فؤاد مدني مقابل صور السيلفي، لن تبقى منحصرة في الرباط والدار البيضاء، إذ سيقوم الكاتب بزيارة للعديد من المدن كوزان، وطنجة، والقنيطرة، وفاس.. في انتظار تلقي طلبات عبر الفيسبوك لشراء "العقل زينة" مقابل "السيلفيهات".