فهمُ علاقة بعض المشاهير (VIP) في إيطاليا والذين ظهر بينهم لاعب المنتخب المغربي المهدي بنعطية بشبكات المافيا في نفس البلد يستوجب العودة إلى الأحداث التي عرفها هذا البلد الاوربي في الأيام القليلة الماضية إذ قادت فرقة العمليات الخاصة (ROS) التابعة للدرك الإيطالي مجموعة من الإعتقالات في العاصمة روما وطالت هذه الإعتقالات عناصر وُصِفت بالخطيرة كانت تشكل الأعمدة الرئيسية لشبكة كانت تنشط في العاصمة وكان من بين المعتقلين أحد أخطر زعماء هذه الشبكات رأس الحربة وعقلها المدبر "ماسيمو كارميناتي" إضافة إلى أكثر من ثلاثين شخصا وتسجيل أكثر مائة شخص في لائحة من ستحقق معهم القضاء القبض على أكبر زعماء المافيا "كارميناتي" هذا معروف في الأوساط الأمنية الأيطالية منذ تمانينيات القرن الماضي إذ سبق وقُبض عليه عدة مرات كان أبرزها قبل حوالي ثلاثين سنة إذ تم اعتقاله إذّاك بعد تبادل عنيف لإطلاق النار بينه وبين الشرطة تمكنت خلاله قوات الأمن من إصابته في وجهه على مستوى عينه التي فقأتها رصاصة إنطلقت من مسدس أحد رجال الشرطة وسبق أن حوكم لعدة مرات بسبب زعامته للمافيا. وحسب التحقيقات التي قادتها فرقة مكافحة المافيا في الأمن الإيطالي فهذه الشبكة تنشط في مركز العاصمة الإيطالية وليست لها علاقة بالمعقل القديم للمافيا الإيطالية في أقصى جنوب البلد .وشكلت التحقيقات والإعتقالات زلزالا سياسيا ضرب العاصمة الإيطالية إذ ظهر بين الأسماء التي كانت على علاقة بقضايا الفساد المالي وبالمافيا رجال اعمال وسياسيين لعلّ أشهرهم العمدة السابق للعاصمة اليميني "جانّي أليمانّو" .فالشبكة كانت تقدم رشاوي بمبالغ كبيرة لمسؤولين في بلدية روما مقابل حصول مقاولين بعينهم على صفقات عمومية ضخمة .وعصف تفكيك التنظيم المافيوزي ب"ميركو كوراتي"أحد وجوه الحزب الديمقراطي بالعاصمة الذي قدم استقالته كمستشار ببلدية روما وذلك بعد ورود إسمه ضمن الذين لهم علاقة بالتنظيم . وكجزء من العملية ظهرت أسماء شخصيات في عالم الفن والأعمال والرياضة والموضا ذُكرت بطريقة أو بأخرى تحدتث عنها وسائل الإعلام في معرض حديثها عن عمليات الإعتقال. صلة الوصل وكان آخر المُعتقَلين في نفس العملية شخصا يدعى "جوفانّي دي كارلو" معروف في الأوساط الرومانية باسمه الحركي "جّوفانّوني"، يبلغ من العمر 39 سنة يتميز ببنيته الجسمانية الرياضية والضخمة محبٌّ لحياة الليل ويلج الملاهي والعلب الليلية المخصصة لكبار رجال الأعمال والرياضيين والشخصيات المعروفة ورغم أنه عاطل عن العمل ولا يملك شيئا – بشكل رسمي – إلا إنه يقود سيارة من نوع فيراري ويعيش في شقة باذخة من ثماني غرف في أحد الاحياء الراقية بروما، ويعد بمثابة حلقة الوصل بين المافيا وشخصيات من عالم المال والأعمال والسياسة والرياضة والفن، واعتقلت الشرطة "دي كارلو" بعد أن نزل من إحدى الطائرات في مطار "فيوميتشينو" ،قادما من التايلاند بعد عطلة قضاها هناك. "دي كارلو" هذا معروف بأنه أحد الأعضاء القياديين في مافيا روما فهو من ينفذ قراراتها على أرض الواقع وسبق وأن قال في حقه احد زعماء المافيا الكبار بالعاصمة:"في الحقيقة أنا هو الزعيم نظريا هنا ، لكن الزعيم المادي (المنفّذ) هو دي كارلو". جل المشاهير الذين ذُكرت أسماؤهم في التحقيقات كانوا على علاقة بِ"دي كارلو" بطريقة أو بأخرى فالتعرف عليه يساعد على صدّ اعتداءات محتملة من المافيا أو من الشبكات الإجرامية لهذا يحاول الجميع التقرب إليه وكسب ودّه ،فبِيده الحل لِكل الصعاب وأمامه تهون العراقيل وبيده الحل والعقد لهذا ارتبط اسمه بأشخاص "VIP" كان بينهم اسم اللاعب الدولي المغربي المهدي بنعطية . " VIP" إيطاليا والمافيا وضمن الأسماء التي وردت في تسجيلات المكالمات الهاتفية أو خلال لقاءات سابقة للأعضاء المعتَقلين التي سجّلها ونشرها الأمن بواسطة كاميرات تم تثبيتها خلسة في عدد من المواقع أسماء مشاهير في عالم الفن والرياضة والموضة والإعلام وكان من بينهم المغني المعروف "جيجي داليسيو" والذي إتصل بالمدعو "دي كارلو" ليشكو له تعرضه للسرقة حيث إختفت من منزله ساعات "روليكس " باهضة الثمن حُددت قيمتها في حوالي أربع ملايين أورو (أكثر من أربع ملايير سنتيم) آملا في استعادتها بمساعدته..المغني بعد تفجر القضية نفى عبر محاميه نفيا قاطعا "علاقته بهذا الشخص المشبوه" رغم أن الأمن رصد حضور "دي كارلو "إلى بيت المغني ومكوته إلى جانبه لأكثر من نصف ساعة بعد تعرضه للسرقة. ومن بين من كانوا على علاقة بشبكات الجريمة المنظمة وبالشخص نفسه أيضا "بيلين رودريغيز"مقدمة برامج أرجنتينية الأصل بالإضافة إلى مقد م برامج شهير في قنوات ميدياسيت لمالكها سيلفيو برلسكوني ويدعى "تيوما موكاري" والذي اتصل بنفس الشخص لمرات كثيرة طالبا منه مده بمنتوج يساعد في بناء الجسم وإعطائه قدا رياضيا رشيقا..كما ظهرت في نفس اللائحة أسماء زوجة لاعب روما "ماتّيا ديسترو" وزوجة لاعب نابولي السابق السويسري من أصل ألباني "بليريم دزيمايلي". الصورة: من جريدة "لاغازيتا ديللو سبورت"
قصة بنعطية والمافيا إذا كانت صورة واسم اللاعب الدولي المغربي المهدي بنعطية تتصدران الصفحات الأولى للجرائد والمواقع الإلكترونية الإيطالية في السنة الماضية نظرا للمستوى الجيد الذي كان يظهر به في مقابلات كرة القدم حيث كان متألقا مع نادي روما وكانت شعبيته تزداد يوما بعد آخر ، فإن نفس المشهد يتكرر هذه الأيام لكن ليس بسبب كرة القدم بل بسبب ورود إسمه في سجلات المحققين الإيطاليين نظرا لذكر إسمه في التسجيلات الصوتية للمكالمات الهاتفية بين عناصر مافيوزية وأشخاص في عالم الرياضة . وحسب مصادر إعلامية إيطالية فاسم المهدي بنعطية ورد في مكالمة هاتفية أجراها صديقه وزميله السابق في فريق أسي روما "دانييل دي روسّي" على الساعة الثالثة صباحا من يوم 30 شتنبر 2013 مع "دي كارلو" .سبب المكالمة كون "دي روسّي" دخل في شجار هو وصديقه بنعطية مع شاب في أحد ملاهي العاصمة الإيطالية ولهذا إتصل "دي روسّي " بعضو المافيا هذا لحمايتهما خوفا من أن يتعرضا لمكروه ربما لاحقا بعد خروجهما ..لكن الأمن تدخل في نفس الأثناء وانتهت القصة ولم يكن الأمر في حاجة إلى تدخل "دي كارلو"لحماية اللاعبيْن . وكانت مناسبة حضور اللاعب المغربي ونظيره الإيطالي "دي روسّي " في الملهى الذي شهد الواقعة ،حسب جريدة لاغازيتا ديللّو سبورت، هو الإحتفال بهدف سجله قلب الدفاع المغربي في مرمى فريق بولونيا بعد إنتصار فريقه "الدّجالّو روسّي " على هذا الفريق بخمسة أهداف لصفر في لقاء برسم بطولة القسم الأول يوماً قبل ذلك. "دي كارلو" في ذات المكالمة التي تؤكد معرفته الجيدة والشخصية لوسط ميدان روما "دي روسي" طلب منه في نهايتها الإتصال به وقتما أراد واضعا خدماته رهن إشارته مطَمئِناً إياه ومُرَحبا باتصالاته المقبلة قائلا "لقد أحسنت فعلا لأنك إتصلت بي ..إتّصلْ بي دائما وقت الحاجة …أحسنتَ يا صديقي داني (أي دانييل)..". ولحدود الآن لم يَرُدّ "دي روسي" على هذه الضجة وبالمقابل تدخلت إدارة نادي العاصمة الإيطالية في شخص "ماورو بالديسوني " للدفاع عن وسط ميدانها مقدما رواية أخرى مفادها أن من كاد أن يكون ضحية الإعتداء هو قلب دفاعهم السابق بنعطية لوحده وليس "دي روسّي" أو هما معاً فالأخير تدخّل فقط لتقديم يد المساعدة لزميله في الفريق ."بالديسوني" فسّر للإذاعة الرسمية للنادي حيثيات الواقعة قائلا أن "دي روسي حكى لنا ما وقع حينها فمن كان على مرمى حجر من التعرض لاعتداء هو المغربي بنعطية إذ أنه وإثر إحتفال بعض اللاعبين السنة الماضية بعد إحدى الإنتصارات دفع الحماس المبالغ فيه أحد المشجعين إلى مضايقة اللاعب المغربي لدرجة تهديده بانتظاره خارج المكان الذي إحتفلوا للإعتداء عليه وهنا تدخل دي روسي متصلا بِ"دي كارلو" الذي كان بنفس المكان أيضا بحكم ان الأخير يعرف الشاب الذي كان يتوعد ويهدد بنعطية.."وأردف المتحدث ذاته قائلا :" عندما تتدخل لمساعدة أحد أصدقائك قد ينتهي بك الامر إلى حالةٍ كهاته.." ولحدود الساعة فالقضاء الإيطالي لم يورد إسم أيٍّ من الرياضيين الذين ذُكرت أسماؤهم ضمن الذين سيُحقّق معهم سواء المهدي بنعطية أو "دي روسّي " أو لاعب آخر من فريق "لاتسيو" ربما لأن علاقتهم بالمافيا تقتصر على علاقات صداقة ربما للحماية أو لأن بعضهم يقترب من أعضائها إما عن عدم معرفة بهم أو "إتقاءاً لشرهم" لا أكثر.