لم يتأخر طويلا رد قادة حزب العدالة والتنمية على التحدي الذي رفعه إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في وجه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بشأن اعتراضه على تخصيص قاعة بالبرلمان تحمل اسم الراحل أحمد الزايدي. وأكد عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، أن لشكر هدد بالفعل بوقف أول جلسة للأسئلة الشفوية لمجلس النواب، التي عقدت يومين بعد وفاة الزايدي، وذلك بسبب مطالبة فريق البيجيدي بإطلاق اسمه على إحدى قاعات المجلس. وأوضح بوانو أن أخلاقه السياسية لا تسمح له بإثارة هذا التهديد أمام الرأي العام، معتبرا تهديد لشكر بوقف الجلسة في حالة إعلان العدالة والتنمية مقترحه ب«العبثي وغير ذي معنى ولا يمت بصلة لأعراف الممارسة البرلمانية»، وأبرز بوانو في تصريح مكتوب، توصلت به «اليوم24»، أصدره اول أمس الجمعة أن تهديد الرجل الأول في الاتحاد «يكشف العقلية الإقصائية والتحكمية التي باتت تسيطر على حزب الوردة لدرجة رفض تخليد اسم اتحادي يمثل عمق القوات الشعبية، ويمثل قمة في الأخلاق السياسية». وأوضح بوانو أن تحدي لشكر للإتيان بدليل مكتوب أو في شكل صورة أو صوت أو شهادة لرؤساء الفرق الذين حضروا الحادث هو استغلال للموقف، لأنه يعلم أن مسؤولي هياكل مجلس النواب يتمتعون بجزء كبير من الأخلاق والأعراف السياسية، «مادامت للمجالس أسرارها» التي تجعلهم يترفّعون عن الجزئيات وعن الكلام الذي لا يفيد في الارتقاء بالمؤسسة التشريعية وبالحياة السياسية بشكل عام. وأضاف برلماني العاصمة الإسماعيلية أن قادة الفرق رفضوا الخوض في أسلوب التهديد والتهديد المضاد، واختاروا سلوك المساطر المعمول بها وإعطاء الأولوية لروح التوافق بعيدا على حسابات الأغلبية والمعارضة. وجدد بوانو التأكيد على أن الزايدي سيظل اسما شامخا داخل مجلس النواب، لما تميز به من إعلاء للمصلحة العامة للوطن، ولو على حساب المصلحة الحزبية، وأقل شيء يمكن أن يذكره له البرلمان هو إطلاق اسمه على إحدى القاعات، وهو ما سيكون بالفعل في القريب العاجل إذا لم يعبر من يشكل لهم الزايدي عقدة عن رفضهم بالوسائل البلطجية المعروفة عليهم. وكان المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي قد أصدر قبل يومين بيانا ناريا ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يتهمه فيها بالكذب والحقد والتضليل وتشويه الراحل الزايدي، حينما ادعى في لقاء تواصلي لحزبه بوجدة، يوم الأحد الأخير، أن فريق الاتحاد الاشتراكي اعترض على طلب تقدم به عضو بفريق العدالة والتنمية لتخصيص قاعة بالبرلمان، تحمل اسم الفقيد الأخ أحمد الزايدي.