أخبر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء، الأمريكي كريستوفر روس وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني باعتزامه الشروع قريبا في جولاته المكوكية بين المغرب والجزائر وباقي الأطراف المعنية من أجل تحقيق اختراق سياسي في الملف بعد ستة أشهر من صدور القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء، والذي تمخّض عن أزمة غير مسبوقة سبّبها المقترح الأمريكي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء؛ التقى وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء، الأمريكي كريستوفر روس. هذا الأخير أخبر العثماني باعتزامه الشروع قريبا في جولاته المكوكية بين المغرب والجزائر وباقي الأطراف المعنية بالملف، من أجل محاولة التقريب بين وجهات النظر وتحقيق اختراق سياسي في الملف. العثماني قال ل»اليوم24» إنه تحدّث مع روس خلال لقائهما، أول أمس، بمقر الأممالمتحدةبنيويورك، عن المحددات التي وضعتها المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، قبل أكثر من عام بعدما كان المغرب قد أعلن سحب ثقته من روس. وعبّر العثماني في المقابل للدبلوماسي الأمريكي عن استعداد المغرب لاستقباله، موضحا أن ذلك سيتم في الأسابيع القليلة المقبلة، «كما تحدّثنا عن البرنامج العام لزيارته، بينما سيختار بكل حرية من سيلتقي به وكيف، كما تحدثنا على تطور بعض الملفات المرتبطة بهذا النزاع المفتعل مثل الاتحاد المغاربي وقضية مالي والتهديدات الأمنية، وهي كلها مرتبطة ارتباطا مباشرا بقضية الصحراء وقد ربطها مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة في التقارير الأخيرة، أما عمق الموضوع فسنتحدث فيه بالمغرب حين يزورنا» يقول العثماني. وزير الخارجية والتعاون قال في حوار خصّ به «اليوم24»، إن أيا من اللقاءات الثنائية أو متعددة الأطراف التي شارك فيها خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لم يخل من طرح ملف الصحراء، معتبرا أن ذلك يندرج ضمن التحضيرات للاجتماع السنوي لمجلس الأمن حول الصحراء، شهر أبريل المقبل. العثماني قال في كلمته أمام الجمعية العامة، زوال يوم الاثنين، إن المغرب تفاعل بكل جد ومصداقية مع نداءات مجلس الأمن الدولي للبحث عن حل سياسي ونهائي ومتوافق عليه للنزاع الجهوي حول الصحراء المغربية «وذلك بطرح مبادرته الشجاعة للحكم الذاتي والمشهود لها بجديتها ومصداقيتها من قبل مجلس الأمن الدولي في جميع قراراته منذ ست سنوات». فيما اتهم الوزير المغربي الأطراف الأخرى بالتعنت والتشبث بمنطق لا يتماشى مع الظرفية الدولية، «مما يحول دون التوصل إلى حل شامل لهذا النزاع المفتعل، مهددا أمن واستقرار دول المنطقة، إذ يوفر أرضية خصبة للإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة».