معركة إيديولوجية ساخنة تلك التي بدأ يشنها الجهاديون المغاربة في تنظيم الدولة الإسلامية ضد الشيخ الحدوشي، الذي تصنفه «داعش» (أحد مناصري جبهة النصرة في المغرب)، خصوصا بعدما أصدر الحدوشي السلفي المغربي المقيم بتطوان تسجيلات يتحدى فيها «داعش»، ويتهم البغدادي بالجهل، ويدافع عن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي يسميه «حكيم الأمة»، وبعدما تصدى مغاربة داعش للرد بشراسة على الحدوشي، برز اسم بطل جديد في هذه المعركة، وهو جهادي مغربي حديث السن يلقب ب «أبو أنس الأندلسي المغربي»، واسمه الحقيقي «أشرف بن محمد جويد»، طالب سابق بشعبة التاريخ والحضارة بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان، ويقدم نفسه اليوم كواحد من إعلاميي الدولة الإسلامية بمدينة الرقة. التحق أبو أنس الأندلسي بأراضي القتال، حيث قدم من المغرب عبر تركيا يوم الجمعة 4 أكتوبر 2013، واحتفل منذ أيام بمرور سنة على دخوله سوريا. واتهم أبو أنس الأندلسي الشيخ الحدوشي بأنه «يستغل العلم الشرعي للاسترزاق به، والتزلف به للطواغيت وحكام الردة، والتقرب من أصحاب المناهج الضالة المنحرفة، واستغلال الشباب المتحمس المحب لأهل العلم لتحقيق مصالحهم الشخصية، و بناء أمجادهم الذاتية». ومن أبرز التحديات التي رفعها أبو أنس الأندلسي أمام الحدوشي في رسالة تداولها الجهاديون والسلفيون على نطاق واسع سؤاله له، «ما رأيك في تهديد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للنظام المغربي؟ ولماذا لم تنضم أنت لجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، مع أنك أفتيت بأن الجهاد في سوريا فرض عين في اجتماع القاهرة، قبل أن تتراجع عنه بعد عودتك من الاجتماع مباشرة إلى المغرب؟؟ .. رضيت أن تعيش تحت رحمة الطواغيت وحكمهم مع أن باب الهجرة سهل متيسر.» وقال مصدر سوري من الجبهة الإسلامية بسوريا في تصريح ل» اليوم24» «فعلا، لقد بدا اسم أبو أنس الأندلسي يلمع كواحد من أصحاب الدعاية ل داعش، وتخصص في الطعن في جبهة النصرة وباقي الكتائب، كل هذا ليثبت ل داعش أنه مخلص لهم. فقد قامت داعش بتصفية عدد من شبابها الذين تخصصوا في الإعلام لوقوعهم في فخاخ الصحافيين والمخالفين وتورطوا في تسريب معلومات». وتجدر الإشارة إلى أن أبو أنس الأندلسي رحل للقتال في صفوف جبهة النصرة، لكنه انتقل إلى الدولة الإسلامية مبايعا منذ أقل من ثلاثة أشهر، وتولى تدبيج المقالات والردود على مخالفي البغدادي، وكان أول من نشر خبر مبايعة أغلب أعضاء حركة شام الإسلام من جهاديين مغاربة للبغدادي منذ أسبوع.