تشهد الرباط، اليوم، وعلى امتداد 4 أيام، لأول مرة في المغرب، تنظيم السوق الدولية للفيلم، ويأتي هذا بمناسبة انعقاد الدورة 19 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، من 27 شتنبر الى 5 أكتوبر 2013 ، افتتحت اليوم الثلاثاء، لأول مرة في المغرب، السوق الدولية للفيلم، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، التي انطلقت في ال 27 من هذا الشهر، والمستمرة إلى غاية الخامس منه.
ويأتي إحداث هذه السوق السينمائية الدولية، حسب المنظمين، بهدف وضع أسس متينة للانتقال بالتجربة السينمائية المغربية الفتية إلى مستوى الصناعة الحقيقية، ذلك أنها بعد التراكم الفيلموغرافي والسمعي البصري المتحقق في العشرية الأخيرة أصبح من الضروري، يضيف المنظمون، التفكير في طرق توزيعه بشكل عقلاني بالقاعات السينمائية وعبر البث التلفزي وعلى شكل أقراص «دي في دي» وبواسطة خلق شراكات دولية وغير ذلك. خلق فضاء ملائم للتواصل وتبادل الأفكار والتجارب والخبرات، أولا، ما بين ممثلي القطاعات المعنية بالمغرب، وثانيا بين هؤلاء وممثلي البلدان والمؤسسات السينمائية والسمعية البصرية الأجنبية. وقد نصبت خيمة هذه السوق في الفضاء المفتوح بين قاعتي «النهضة» و»الفن السابع»، وسيتم طيلة الأيام الأربعة لهذه السوق تخصيص أماكن خاصة ومجهزة لمشاهدة الأفلام المعروضة من طرف الشركات والقنوات التلفزيونية واقتنائها من طرف العموم، كما تنظم عروض في الهواء الطلق ولقاءات وموائد مستديرة بمشاركة خبراء ومهنيين مغاربة وأجانب. وفي اتصال له مع «اليوم24» اعتبر الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي الأفلام المعروضة في الدورة التاسعة من هذا المهرجان أفلاما ذات قيمة فكرية وفنية، ونوه بفيلم «هم الكلاب» لمخرجه المغربي أحمد العسري، الذي يتناول بطريقة غير مباشرة موضوع سنوات الرصاص. تجدر الإشارة إلى أن انطلاقة الدورة 19 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بدت ناجحة، وهي الانطلاقة التي شهد مسرح محمد الخامس مساء الجمعة 27 شتنبر 2013 حفل افتتاحها بحضور جمهور غفير من الفنانين والنقاد والمثقفين وعشاق السينما والصحافيين والوزراء وممثلي السلطات المحلية والمؤسسات المنتخبة وضيوف المهرجان من السينمائيين الأجانب وغيرهم . وقد نشط حفل الافتتاح باقتدار ملحوظ الوجه التلفزيوني والاذاعي المغربي المعروف الأستاذ امحمد البحيري، وهو الحفل الذي أشرف على إخراجه في حلة استحسنها الحضور، المخرج والناقد والإعلامي السينمائي المغربي عبد الاله الجوهري. يذكر أن هذه الدورة عرفت تكريم روح الفنان الراحل حميدو بنمسعود، من خلال عرض شريط وثائقي قصير يتضمن لقطات من بعض أفلامه المغربية والأجنبية وصور له وجانب من مراسيم دفنه بالرباط، وكذا تكريم الممثلة المغربية الشابة نزهة رحيل، زوجة الممثل والمخرج المبدع فوزي بن السعيدي، والمخرج التونسي المتميز ناصر لخمير الذي أبدع ثلاثي «الهائمون» و»طوق الحمامة المفقود» و»بابا عزيز»، وهي أفلام روائية طويلة، علاوة على إخراجه عددا من الأفلام السينمائية والوثائقية التي كان آخرها فيلم وثائقي يمتد على مدى ثلاث ساعة يوثق لسيرة الإمام الصوفي البارز محيي الدين ابن عربي. وقد قام بإعداد هذه الأشرطة السمعية البصرية الثلاثة التي تم عرضها احتفاء بنزهة رحيل وناصر لخمير والراحل حميدو بنمسعود السينمائي والإعلامي عبد الإله الجوهري.