حمزة الترباوي: هنا صوتك من بوابة الحاسوب الصغيرة يطل أول بودكاست بالأمازيغية، الممثلون مغاربة واللهجة أمازيغية بلهجة أهل سوس. المشاهد لأول وهلة يلحظ اسم وإطلالة الفكاهي المعروف في منطقة سوس رشيد أسلال، يقدم نكته من على منصة اليويتوب ومن سلسة اختار لها اسما "لكونطرير"، (الضد) وهي قصة بريك، رجل يعاكسه القدر كل الوقت وفي كل شيء، ما يجعل حياته فوضى أنجبت نكتا تضحك جمهورا متعطشا لهذا الفن بهذه اللغة.
أصل الحكاية على رأس أسلال وقعت فكرة أن يؤثت اليويتوب المغربي بودكاست بلغة الأمازيغ لأول مرة. يقول أسلال: " فكرت وبمساعدة الفريق التقني في أن ننجز هذه الخطوة ونفتح هذا الباب أمام المبدعين المغاربة باللغة الأمازيغية. يكفيني أن يسجل التاريخ لي أني أول من أخرج بودكاست باللغة الأمازيغية للوجود عبر اليوتوب". وعن اختياره للأمازيغية يقول اخترتها لأنها لغتي التي أحس بها وأبدع بها، هي لغتي التي أتقن الإضحاك بها وهي أيضا لغة وطني".
مجهود شخصي يتمتع هذا البودكاست بدقة على مستوى التفاصيل التقنية حسب عدة متابعين، ما يعطي انطباعا بمجهود مهم، ماطرح تساؤلات حول مصادر تمويل عمل بهذه الجودة. كريم جبران، مخرج العمل الشاب، نفى أن يكون قد تلقى أي تمويل، وقال: نتكلف بالتفاصيل، هدفنا من هذا الانتاج أن نترك بصمتنا قبل أن يكون مصدر رزق، لكن بابنا مفتوح أمام أي مستشهرين أو داعمين". بعيدا عن التعصب ومن جديد فتح هذا البودكاست الجدل حول مسألة الهوية الأمازيغية، وقبل إشعال أي شعلة تعصب، سارع الفريق لإطفائها، يقول رشيد أسلال: "بالعكس نحن نساهم في لم شمل المجتمع. قيامنا بترجمة العمل كتابيا ولأول مرة بالدارجة المغربية ماهو إلا دليل على اننا نحاول أن لا نقصي غير الناطقين بالأمازيغية". ويضيف جبران: "نناقش مواضيع تهم كل المغاربة، كما أن حلقات قادمة ستضم مبدعين ناطقين بالعربية".
فرصة يقلل فريق "الكونطرير"من فكرة اعتبار اللغة عائقا، بل يرى في ذلك فرصة تقارب. يقول أسلال: "البرنامج مزود بشريط ترجمة إلى العامية المغربية، أي هي فرصة نوفرها لتعلم الأمازيغية بدون معلم من خلال قراءة الترجمة بالعامية المغربية وسماع الحوار بالأمازيغية"، ليضيف جبران "شريط الترجمة بالعامية هي كذلك فرصة لتعليمها لباقي العرب".