بعد سنة كاملة من العمل في المياه الدولية، وحتى السواحل القريبة من بعض دول حوض المتوسط المصدرة للهجرة، ستنهي إيطاليا عمليتها العسكرية المعروفة ب"ماري نوستروم"، التي بدأتها في أكتوبر 2013 بعد وفاة 366 مهاجرا اثر غرق مركبهم قبالة جزيرة "لامبيدوز". إيطاليا بعد توقيف عملية "نستروم"، ستنخرط في عملية جديدة للتصدي للهجرة غير الشرعية تحت اسم "تريتون"، غير أن العملية الأولى التي انخرطت فيها روما كانت تمكنها من إجراء عمليات إنقاذ المهاجرين حتى في السواحل القريبة من بعض الدول التي ينطلق منها المهاجرون، وهو ما لن تقدم عليه في العملية الجديدة، حسب ما أكده وزير داخلية ايطاليا "انجيلينو الفانو"، ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا. إنهاء ايطاليا للعملية السابقة جاء بعد صدور سلسلة من الانتقادات الموجهة للحكومة، حيث اعتبرت العديد من الدول الأوربية أن الطريقة التي كانت تعمل بها ايطاليا ساعدت المهاجرين غير الشرعيين على دخول أوربا بأعداد كبيرة، بل ان وزير الداخلية الألماني أقر بان عملية الإنقاذ التي كانت تباشرها ايطاليا تحولت من عملية إنقاذ إلى جسر للوصول إلى أوربا. العملية الجديدة التي سينخرط فيها الاتحاد الأوربي عبر الوكالة الأوربية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، ستضم وفق ما أكده مصدر أوربي لوكالة الأنباء الفرنسية خمس بوارج دورية وثلاثة طائرات اثنين من هذه البوارج ايطالية. في السياق نفسه، وتعليقا على هذه التطورات، أكد حسن عماري الباحث في شؤون الهجرة، أن المرحلة المقبلة التي سينخرط فيها الإتحاد الأوربي سترفع من عدد المهاجرين الذين يقضون في مياه المتوسط، مشيرا إلى أن تراجع الدور الإنساني من خلال عملية "ماري نستروم" يعني أن المئات من المهاجرين غير النظامين سيغرقون في البحر. عماري أضاف في تصريح ل"اليوم24″ أن توقيف عملية "ماري نستروم"، في ظل الظروف السياسية التي تعرفها مجموعة من الدول المصدر كليبيا المتسمة بحالة اللاستقرار، سيخلق كارثة إنسانية في المتوسط تتجاوز مثيلاتها في السابق "هذه الدول اليوم منشغلة بأوضاعها الداخلية، ومنع الهجرة غير الشرعية اخر ما تفكر فيه"، يؤكد عماري قبل أن يضيف "لازلت أقول وأؤكد أن المقاربات الأمنية التي ينهجها الإتحاد الاوربي لن تكون لها إلا نتائج عكسية، والحل في النهاية بيد الدول المصدرة، بإقرار إجراءات عملية على مستوى التنمية والديمقراطية وإنهاء حالة الصراعات الداخلية".