باختياره اللعب، رسميا، لمنتخب ألمانيا، عوض الاستجابة لنداء المغرب؛ الوطن الأم، يكون اللاعب كريم بلعربي، المحترف بنادي بايير لفيركوزن، قد لفت الانتباه، بشكل كبير، إلى واقع جديد صار يعيشه المنتخب الوطني لكرة القدم، يمكن تلخيصه في جملة أنه «لم يعد مثيرا لاهتمام مغاربة الخارج». فبينما كان أكبر طموح اللاعبين من أصل مغربي في أوروبا، بشكل خاص (فرنسا، ودول البنليكس تحديدا – بلجيكا وهولندا)، هو حمل القميص الوطني، قبل سنوات، سيما حينما كان منتخب المغرب يحتل المراكز المتقدمة في الترتيب العالمي ل»فيفا»، ولم يكن أحد منهم يتردد في الاستجابة لدعوة الناخب الوطني، تحول الأمر اليوم إلى العكس تماما، وصار إقناع لاعب ما باللعب للمنتخب أشبه بالمعجزة. وغير بعيد، انتهى تفاؤل الزاكي بادو، الناخب الحالي، إلى فشل ذريع بخصوص استجابة كل من منير الحدادي، نجم البارصا الإسباني الصاعد، وكريم بلعربي، نجم بايير لفيركوزن الألماني، ونبيل البهوي، نجم ألك السويدي، لدعوته، إذ أكد، في لقاء إعلامي سابق، أنه متيقن من تقبل هؤلاء اللاعبين لندائه، فيما فضل كلهم، على التوالي، اللعب لمنتخبات البلدان التي يحملون جنسياتها. وليست هذه المرة الأولى التي تفشل فيها جامعة الكرة في إثارة اهتمام لاعبين من أصل مغربي نحو المنتخب الوطني، غير أن الظاهرة أخذت في الاتساع بشكل أكبر عن أي وقت مضى، إذ بينما كان الرفض استثناء، ومثاله ما حدث مع ناصر الشاذلي من بلجيكا، قبل سنوات، أصبح هو القاعدة، خاصة في ظل تقهقر مستوى الأسود، وغياب إدارة فاعلة على مستوى الجامعة، ومسارعة الناخبين في بلد المهجر إلى توجيه الدعوة للاعبين المعنيين (الحدادي، والبهوي، وبلعربي). وفيما تعددت ذرائع اللاعبين الذين رفضوا الانضمام إلى صفوف أسود الأطلس، بين من قال إن الدعوة لم توجه له في الوقت المناسب (الحدادي)، ومن قائل إن الاختيار كان لسبب عائلي (بلعربي)، ومن فضل الاختباء وراء رنين هاتفه (البهوي)، لم يجد الناخب الوطني سوى ردا واحدا لا غير:»الوطنية لا تشترى».يشار إلى أن جامعة علي الفاسي الفهري كانت وضعت ضمن خارطة طريقها لتدبير شؤون الكرة المغربية، محاولة إقناع اللاعبين الشباب من أصل مغربي، ونجحت في ذلك نسبيا، بفضل الهولندي بيم فيربيك، الذي كلف وسطاء بأوروبا، لتعقب المواهب من أصل مغربي، وربط جسور تفاهم مع ذويهم، وجاء أول سفر للفهري إلى الخارج نحو بلجيكا تحديدا، لملاقاة كل من امبارك بوصوفة، والمهدي كارسيلا، ليؤكد هذا المنحى. يشار أيضا إلى أنه، في مقابل ذلك، منيت جامعة فوزي القجع، حتى الآن بالفشل في هذا الجانب، رغم دخول أطراف في الدولة على الخط، مثلما حدث في قضية اللاعب منير الحدادي، الذي أكد القجع، بشكل غير مباشر، أنه تهرب من حمل القميص الوطني، وأنه «لا ينبغي المزايدة على أحد في هذا الجانب».