انتفضت مجموعة من الهيئات الإسلامية في إسبانيا ضد القرار الذي أعلنت عنه حكومة كاتالونيا بداية الأسبوع الجاري بتكليف المغرب بملف تدريس الدين الإسلامي واللغة العربية في مدارس الإقليم، إذ اعتبرت أنه "يطعن" في الاتفاقية الموقعة سنة 1992 والتي تخول ل"اللجنة الإسلامية الإسبانية" لوحدها مسؤولية الإشراف على تعليم الدين الإسلامي في البلاد. وقد عبرت "اللجنة الإسلامية الإسبانية"، الهيئة الرسمية المكلفة بتسيير الشأن الديني لمسلمي إسبانيا، عن معارضتها الشديدة للعرض الذي وجهته حكومة الحكم الذاتي في كاتالونيا للمغرب قصد تولي ملف الدين الإسلامي وتدريس اللغة العربية في البلاد، والذي صادقت عليه بداية الأسبوع الجاري في إطار مشروع يحمل اسم "مخطط المغرب 2014/2017″. العرض الذي لم تصدر الرباط أي رد فعل تجاهه، ووجه بمقاومة شديدة من طرف عدد من الجمعيات الممثلة للمسلمين في البلاد وعلى رأسها "اللجنة الإسلامية الإسبانية" التي انتفضت ضد القرار وطالبت باستبعاد تدخل أية "دولة أجنبية" في الشأن الديني لمسلمي إسبانيا. "لا نفهم لماذا تلجأ حكومة كتالونيا إلى المغرب للإشراف على تعليم الإسلام في مدارسها"، يقول منير بنجلون رئيس اللجنة في تصريحات لوسائل إعلام إسبانية عقب ندوة صحافية يوم أمس، مضيفا "الإشراف على تعليم الدين الإسلامي في المدارس هو شأن إسباني من اختصاص اللجنة الإسلامية الإسبانية وليس من اختصاص أي دولة أجنبية أخرى، كما هو منصوص عليه في القوانين ومنها اتفاقية 1992″، مشيرا إلى كون كاتالونيا في الوقت الراهن هي جزء من إسبانيا "وبالتالي فهي مطالبة بتطبيق اتفاقية 1992″ يؤكد بنجلون الذي وصف العرض الموجه للرباط ب"الخطأ الفادح". ونفى بنجلون أن تكون هذه المعارضة مقصودة تجاه المغرب، حيث قال "نحن لسنا لا مع ولا ضد المغرب، ولكن جل ما نريده أن يتم احترام الاتفاق الذي يقول أن اللجنة الإسلامية الإسبانية وحدها المكلفة بملف تدريس الإسلام في إسبانيا". اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا انتقد بشدة القرار ودعم موقف اللجنة الإسلامية الإسبانية بتأكيده أن الأخيرة وحدها المخولة بملف الإسلام في البلاد. الاتحاد الإسلامي الكاتالوني الذي يمثل أكثر من 60 بالمائة من مسلمي كاتالونيا بدوره عبر عن رفضه لقرار الحكومة الذي اعتبر الكثيرون أنه يهدف لاجتذاب أصوات 300 ألف مغربي مقيم في المنطقة لصالح استفتاء تقرير المصير في كاتالونيا المرتقب يوم التاسع من شهر نونبر المقبل. وقد عبر الاتحاد عن استيائه الشديد لعدم استشارته بخصوص الموضوع قبل إعلانه.