لا يزال هناك من يجادل في مشروعية الزواج بالفاتحة، فيقولون إنه مكتمل الأركان من إيجاب وقَبول وشهود، لكن هل هذا الزواج قانوني؟ حسناء العلوي، ضحية زواج الفاتحة، تحكي ل"اليوم 24″ في لقاء جمعنا بها في سوق درب غلف، وهي تنتظر صاحب أحد المحلات لإصلاح الهواتف النقالة، أن يستضيفها في منزله، بعد أن تخل عنها أهلها. قبول المرأة الزواج بالفاتحة إهانة بالنسبة إليها، بهذه العبارة بدأت حسناء حديثها، وعادت بذهنها إلى قبل ثلاث سنوات." بعد طلاقي من الزوج الأول بطفلة عمرها حاليا ثماني سنوات، تركتها عند والدتي في تارودانت، وقصدت مدينة الدارالبيضاء حيث توجد خالتي بغية البحث عن عمل. وفي أحد الأيام، صادفت رجلا ملتحيا في الشارع فسألته عن مسجد النور لأني أرغب في ارتداء النقاب، فأجابني باقتراح منه يدعوني فيه إلى الزواج منه عن طريق الفاتحة نظرا لأنه متزوج وأب لثلاثة أطفال." سمات الوقار والتدين في ملبسه وهيئته جعلت حسناء تعتقد أنه العريس الذي لا مجال لرفضه، فقبلت اقتراحه وهي مغمضة العينين وواثقة فيه كل الثقة. فكلامه ومنهجه الديني في التعامل معها كان سببا قويا للموافقة على طلبه، فحددا موعد الذهاب إلى ملحقة عين الشق، حيت وقَّعا التزام يثبت زواجهما، ليتركها بعد ذلك عند خالتها حينما سافر لأداء مناسك عمرة رمضان . بعد شهر رمضان، اكترى الزوج (ح.ك) لها شقة في حي سباتة بالقرب من منزله، ثم سافر معها عند أهلها في تارودانت، هناك أقنعها بأن تكذب على عائلتها وتقول لهم إنهما تزوجا بعقد شرعي،" أخبرت عائلتي أننا تزوجنا بعقد شرعي، وأنه جاء أجل التعرف على العائلة والجيران، وقرأنا الفاتحة مجددا، وقمنا بوليمة دعونا فيها الأهل والأصدقاء والجيران، حتى يتسنى للجميع معرفة زواجنا". عادت حسناء وزوجها (ح.ك) من تارودانت إلى شقتها لتبدأ معاناتها، إذ أصبح لا يحضر إلا في وقت فراغه، قصد قضاء غرضه، صبرت على أمل أن يتغير الوضع كما وعدها، لكن المفاجأة التي لم تكن في حسبان الزوج، حسناء حامل.. لم يطلب منها التخلص منه، لكنه قام بتغيير مسكنها مستأجرا لها شقة ثانية في عين الشق تاركا إياها وحيدة. وحينما وصل وقت المخاض، اتصلت به لينقلها إلى مستشفى عين الشق، وهناك أنجبت طفلها الذي رفض في الأول الاعتراف به مخافة أن يفتضح أمره أمام زوجته الأولى، لكن مع إلحاح حسناء قام الزوج بتسجيل الابن في الحالة المدنية، دون عقد زواج. مع مرور الوقت، ومع إلحاح حسناء على إثبات الزواج، طردها من بيت الزوجية، وأنكر أبوته لابنه رغم اعترافه، متهما إياها بالزنى وهددها بالانتقام منها . طرقت حسناء جميع الأبواب قصد إنصافها والأخذ بيدها، اتصلت بعديد من الجمعيات، غير أن بعضها لم يود حتى الاستماع إلي، أما الجمعيات التي أنصتت إلي فلم تحرك ساكنا في الموضوع. حسناء تقدمت أخيرا بشكاية لدى وكيل الملك من أجل إثبات زواجها من (ح. ك)، وحددت لها المحكمة أول جلسة يوم 22 شتنبر من الشهر الحالي، وهي الآن تنتظر أن تنصفها المحكمة.