للمرة الثانية، يغيب المغرب عن لقاء دَولي كبير بشأن تنسيق الجهود الدَّولية للحرب على «داعش». فبعد عدم استدعائه لمؤتمر جدة، الذي عقد مؤخرا، أكدت مصادر من وزارة الخارجية ل« اليوم24»، أن صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية، لن يحضر لقاء باريس غدا الذي تشارك فيه 30 دولة، ويرأسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والرئيس العراقي فؤاد معصوم. ورغم أن المغرب معنيٌّ بملف «داعش»، بسبب وجود حوالي 1500 مغربي يقاتلون في العراقوسوريا، إلا أن دول الخليج، والولاياتالمتحدةوفرنسا، لا ترى داعيا لحضور بلد بعيد جغرافيا عن هذا النزاع، رغم أن المغرب حليف أساسي لهذه الدول، وسبق أن تلقى دعوة أمريكية للمشاركة في الحرب على «داعش». ويأتي مؤتمر باريس في سياق لقاءات سابقة تمت على مستوى حلف شمال الأطلسي، والتي أعقبها اجتماع جدة الذي ضم وزراء خارجية عشر دول عربية وتركيا، برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. كما يأتي هذا المؤتمر من أجل حشد الدعم لتشكيل تحالف دَولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو لقاء يعقد قبل اجتماع مقرر لمجلس الأمن على المستوى الوزاري الجمعة المقبلة بدعوة من الولاياتالمتحدة التي ترأس مجلس الأمن، والذي سيمهد لاجتماع آخر يرأسه الرئيس الأمريكي أوباما، ويخصص لمحاربة الإرهاب في 25 من هذا الشهر. ويحضر مؤتمر باريس، الدول الخمس دائمة العضوية، والأمم المتحدة، والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، فضلا عن السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، ومصر، والأردن، ولبنان، وتركيا. ويشير دخول فرنسا على خط «داعش»، بعد زيارة هولاند إلى بغداد وأربيل، إلى وجود خلافات بين الرؤية الأمريكية والفرنسية بشأن الحرب ضد التنظيم المتطرف، خاصة أن أمريكا ترغب في ضرب التنظيم في سوريا، وهو ما تتحفظ عليه السلطات السورية وروسيا.