أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة الخميس بأن 42065 شخصا قتلوا في الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عام. تشمل الحصيلة 55 قتيلا سقطوا في الساعات ال24 الأخيرة، وفق الوزارة التي أشارت إلى إصابة 97886 شخصا بجروح في قطاع غزة منذ اندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. من جهة أخرى، اتهمت قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان الجيش الاسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات تابعة لها في جنوبلبنان، ومن ضمنها برج مراقبة في مقرها في الناقورة، ما أد ى إلى إصابة اثنين من جنودها بجروح. وقالت اليونيفيل في بيان إن « دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار » اليوم « باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين »، مشيرا الى أن جنودا إسرائيليين اطلقوا النار أيضا على موقع لأمم المتحدة في راس الناقورة. وكانو أطلقوا أمس « النار عمدا » على كاميرات في محيط الموقع وأصابوها. تدور معارك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية في جنوبلبنان، بينما أعلن الجيش الخميس تنفيذ غارات جوية جديدة استهدفت مواقع للحزب، وذلك بعد ساعات على دعوة الولاياتالمتحدة الدولة العبرية إلى تجنب تدمير لبنان كما حصل في قطاع غزة. يأتي ذلك فيما أوقعت ضربة إسرائيلية على مدرسة في دير البلح في وسط قطاع غزة 28 قتيلا على الأقل بحسب ما أعلن الهلال الأحمر في غزة. وتوعد الجيش الإسرائيلي الأربعاء بأن يحارب « بكثافة » و »بلا هوادة » حزب الله الذي بدأ هجوما بريا ضده في جنوبلبنان في 30 سبتمبر مدعوما بغارات جوية، لم يسفر حتى الآن عن تقدم يذكر. جاء ذلك بعدما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما تترافق الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حزب الله وحركة حماس الفلسطينية في غزة، مع تصعيد ضد حليفتهما إيران. وناقش الزعيمان خطة إسرائيل لضرب إيران، ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على الأراضي الإسرائيلية في الأول من أكتوبر. وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن يكون الرد « قاتلا ودقيقا ومفاجئا ». وقالت الرئاسة الأميركية إن جو بايدن طلب أيضا من بنيامين نتانياهو « التقليص قدر الإمكان من تأثير » الحرب على المدنيين في لبنان ولا سيما في بيروت، مع « التأكيد على حق إسرائيل في حماية مواطنيها من حزب الله ». كان نتانياهو قد دعا اللبنانيين الثلاثاء إلى « تحرير بلادهم » من حزب الله، وحذ ر من أن لبنان قد يشهد نفس « الدمار والمعاناة » اللذان يعانيهما قطاع غزة حيث تشن إسرائيل حملة عسكرية مدمرة منذ هجوم حماس على أراضيها في 7 أكتوبر من العام الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء « أقول بوضوح كبير يجب ألا يحصل تحرك عسكري في لبنان يشبه ما يحصل في غزة وتكون نتيجته كتلك المسجلة في غزة ». بعد إضعاف حماس خلال حملتها العسكرية في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها شمالا ضد حزب الله في منتصف سبتمبر. وتقول الدولة العبرية إن هدف عملياتها هو إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوبلبنان، ووقف إطلاق الصواريخ للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح من سكان شمال إسرائيل. رغم مقتل العديد من قادته في القصف الإسرائيلي، ومن بينهم أمينه العام حسن نصرالله، يؤكد حزب الله أنه يصد التوغلات البرية الإسرائيلية في جنوبلبنان. وأعلن الحزب عن عدة عمليات قصف صاروخي صباح الخميس باتجاه شمال إسرائيل شملت كريات شمونة حيث قتل شخصان في اليوم السابق، كما أكد تدمير دبابة إسرائيلية « أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة » الحدودية. في الأثناء، تتواصل الضربات الجوية خصوصا على ضاحية بيروتالجنوبية، أحد معاقل حزب الله، ما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها هجرها سكانها. وفي دردغيا بجنوبلبنان، واصل الدفاع المدني الخميس البحث بين الأنقاض بعد مقتل خمسة من عناصره في غارة إسرائيلية على مركز لهم. وتصاعدت سحابة دخان على مشارف مدينة صور الساحلية القريبة من الحدود، بحسب مقاطع لوكالة فرانس برس. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن غارات في جنوب وشرق لبنان. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ « عمليات محدودة » ضد حزب الله في جنوبلبنان واستهدف « أكثر من 110 أهداف » للحزب منذ اليوم السابق. وأضاف أنه تم « القضاء على العديد من الإرهابيين في قتال مباشر وغارات جوية »، وتدمير « مئات الأسلحة » وكذلك « منشآت تحت أرضية ». كما كثفت إسرائيل غاراتها على سوريا، حيث استهدفت غارة طريقا في حوش السيد علي يؤدي إلى لبنان الخميس في مسعى لقطع خطوط إمداد حزب الله، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لم يفد بوقوع إصابات. منذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر 2023، ق تل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ اشتدد القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا الخميس إن البلد يواجه « واحدة من أكثر الفترات دموية » في تاريخه الحديث، مشيرا إلى أن 600 ألف شخص نزحوا داخليا، أكثر من 350 ألف منهم أطفال. في قطاع غزة، أعلن الهلال الأحمر أن ضربة إسرائيلية على مدرسة في دير البلح في وسط قطاع غزة أسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل. وقال الهلال الأحمر في بيان « طواقمنا تعاملت مع 28 شهيدا و54 مصابا جراء استهداف جيش الاحتلال مدرسة رفيدة المجاورة لمقرنا في دير البلح وسط قطاع غزة ». وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه نفذ ضربة جوية « دقيقة » على « إرهابيين (…) في مركز قيادة (…) في مبان كانت تستخدم سابقا » مدرسة. في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه في منطقة جباليا (شمال) التي يحاصرها ويقصفها بذريعة أن حماس تسعى إلى إعادة بناء قدراتها هناك. وقال الجيش إنه تم استهداف حوالي ثلاثين هدفا لحماس في أنحاء القطاع منذ الأربعاء. وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن « 400 ألف شخص على الأقل محاصرون في المنطقة ». وأضاف عبر منصة إكس « أوامر الإخلاء الأخيرة من السلطات الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مرارا وتكرارا، وخاصة من مخيم جباليا. كثيرون يرفضون ذلك لأنهم يعرفون جيدا أنه لا يوجد مكان آمن في غزة ». وأعربت الولاياتالمتحدة الأربعاء عن « قلق بالغ » إزاء الوضع الإنساني في شمال غزة. أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تحويل مناطق بأكاملها من قطاع غزة الصغير والمحاصر إلى أنقاض، ودفع الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح أكثر من مرة، وتسبب في كارثة إنسانية. (وكالات)