يعود سمير كودار، رئيس قطب التنظيم في حزب الأصالة والمعاصرة، إلى أزمة القيادة التي تسبب فيها تجميد عضوية زميله صلاح الدين أبو الغالي، مقدما تفاصيل إضافية عن الطريقة التي جرى بها الوصول إلى القرار، ومنتقدا أيضا « المعلومات غير الصحيحة » حول المنسقة الوطنية لحزبه، فاطمة الزهراء المنصوري. وتحدث كودار إلى « اليوم 24″، ردا على التعليقات التي قدمها أبو الغالي في بيانين متتاليين، بشأن دور المنصوري في تجميد عضويته. وقال مؤكدا « إن المنصوري ليست مستبدة »، موضحا أن منسقته الوطنية « هي من قدمت خلال المؤتمر، المقترح المتعلق بمنح أبو الغالي مكانا في القيادة الجماعية »، معتبرا أن « هذا الرجل لو كان يرغب لوحده في هذا المنصب، ما كان ليناله، وهو بالكاد قد يحصل على عشرة أصوات في المجلس الوطني »، ثم زاد مستطردا: « هذا واقع لا يرتفع… وأنا على يقين منه »، قبل أن يضيف مستدركا: « لا يمكن مقارنة وضعه بتاتا مع المنصوري، هذه السيدة تحظى بالإجماع في الحزب، وكلماته لن تضر بشيء في ذلك ». رئيس قطب التنظيم أشار إلى أن القرار المتخذ بشأن أبو الغالي، « كان في اجتماع ترأسه المهدي بنسعيد، وهو من اقترح تجميد عضوية أبو الغالي، وبحضوره معنا، وقد مررنا للتصويت، وهو مازال حاضرا، بعدما ألقى كلمة ». ثم قال مضيفا إن قرار المكتب السياسي بحقه « أحيط من لدن المنصوري بكافة عناصر الملاءمة، وكانت المنسقة الوطنية حريصة على ألا تستخدم أي نبرة حادة في البيان الصادر عن المكتب السياسي، والمتعلق بأمره ». وفق مساطر الحزب، أحيلت قضية أبو الغالي على اللجنة الوطنية للأخلاقيات، حيث سيجري استجوابه بشأن ما نسب إليه أوليا من لدن المكتب السياسي، قبل أن تدرج قضيته في جدول أعمال اجتماع المجلس الوطني للحزب في أكتوبر المقبل. وشدد كودار على أن « المكتب السياسي لم يكن لديه دور صوري » في العملية التي أفضت إلى تجميد عضوية أبو الغالي في القيادة الجماعية، مشيرا إلى أن هذه الهيئة التنفيذية في الحزب « تتبعت القضية عن كثب طيلة شهور مضت، وكانت لجنة تنظيمية قد عهد إليها تتبع هذا الأمر بجدية ». تأكيدا منه على « زيف الادعاءات » التي كالها أبو الغالي بحق المنصوري، يقدم كودار مثالا بنفسه، حيث يقول « إن المنصوري لم تتدخل يوما في المهمة التي أشرف عليها في الحزب بوصفي منسقا لقطب التنظيم ». أبو الغالي أبدى رد فعل قوي ردا على تجميد عضويته خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب الثلاثاء المنصرم. وفي بيان يحمل رقم 1، كال أبو الغالي انتقادات شديدة إلى المنصوري، معلنا تحديه قرارها في حقه. أصبح أبو الغالي عضوا في هذه القيادة الجماعية في فبراير الفائت، إلى جانب كل من المهدي بنسعيد، والمنصوري التي باتت منسقة وطنية للحزب. كان من المأمول أن تتحول هذه التركيبة إلى حل للمشاكل التي عانى منها الحزب خلال مؤتمره الأخير، لكن المشكلات الداخلية تفاقمت بالرغم من ذلك، قبل أن تؤدي إلى هذه الزلزلة على صعيد قيادته بعد ستة أشهر فقط من تشكيلها. معبرا عن مفاجأته «حد الصدمة والذهول»، من ما سماه ب « السلوك التحكمي الاستبدادي» للمنصوري، قال أبو الغالي إن «تدبيرها التنظيمي والسياسي أضحى وكأن حزب الأصالة والمعاصرة ضيعة خاصة تتصرّف فيها حسب الأهواء». توصيفات نفى كودار أن تكون « حقيقية » على صعيد قيادة حزبه، معبرا عن « شعوره بالصدمة من صدورها عن شخص يعرف جيدا عدم صحتها البتة ».