استشهد 11 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء قصف إسرائيلي طال خياما للنازحين قرب مستشفى في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وفق ما أفادت السبت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وأفادت الوزارة في بيان ب"استشهاد 11 مواطنا وإصابة نحو 50 آخرين من بينهم أطفال نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لخيام نازحين وتجمع للمواطنين بجوار بوابة مستشفى الإماراتي للولادة بتل السلطان برفح". وأوضحت أن من بين القتلى مسعف وممرض. من جهة أخرى أعلنت الولاياتالمتحدة السبت تنفيذ أول عملية لإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة المهدد بالمجاعة وفقا للأمم المتحدة، بعد حوالي خمسة أشهر من حرب إسرائيل على القطاع التي تسببت بأزمة إنسانية حادة وحصدت عشرات الآلاف من القتلى. وتأتي العملية بعد يومين من مقتل 116 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، أثناء تجمعهم في شمال القطاع المحاصر للحصول على مساعدات. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الضحايا سقطوا بنيران إسرائيلية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن غالبيتهم راحوا ضحية "الدهس" وأن إطلاقه للنار كان "محدودا". وفي ظل شح المساعدات التي تدخل إلى غزة عن طريق البر، والتي يجب أن تحظى بموافقة مسبقة من إسرائيل، لجأت العديد من الدول إلى إسقاط شحنات مساعدات بالمظلات على القطاع، خصوصا مناطقه الشمالية، في الأيام الأخيرة. غير أن لجنة الإنقاذ الدولية (آي آر سي)، وهي منظمة غير حكومية، قالت إن "عمليات الإنزال الجوي لا يمكن ولا ينبغي أن تحل محل تأمين وصول المساعدات الإنسانية". وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية ("سنتكوم") أن طائرات الشحن العسكرية الأمريكية طراز سي-130 "أسقطت أكثر من 38 ألف وجبة على طول ساحل غزة مما سمح للمدنيين بالوصول إلى المساعدات الحيوية". وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الجمعة أن الولاياتالمتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ بدء الحرب، ستبدأ "في الأيام المقبلة" في إرسال إمدادات الإغاثة جوا . ولا تصل الشحنات البرية، الخاضعة لموافقة إسرائيل، إلا بكميات محدودة للغاية من مصر عبر معبر رفح، ولا تكفي للحاجات المتزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون شخص. كما أن نقلها إلى الشمال خصوصا، محفوف بالمخاطر بسبب القتال والقصف الإسرائيلي والدمار الذي يسد الطرق. وأكد بايدن أن الولاياتالمتحدة "ستصر" على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات إلى القطاع الذي يواجه ظروفا إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، توفي 13 طفلا جراء "سوء التغذية والجفاف" في الأيام الأخيرة. وحذرت الأممالمتحدة من أن 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 ملايين هم إجمالي سكان القطاع، باتوا مهددين بالمجاعة. والخميس، تحول توزيع المساعدات في غزة إلى مأساة بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على حشد من الفلسطينيين الذين هرعوا نحو قافلة للمساعدات تضم 38 شاحنة. وأعلنت الأممالمتحدة أن فريقا تابعا لها زار الجمعة مستشفى الشفاء في شمال غزة الذي استقبل مئات الجرحى في المأساة، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة. ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء "تحقيق دولي محايد" في الحادث، معتبرا أن "إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الحصول على مواد غذائية هو أمر غير قابل للتبرير". وقال بوريل إن "المسؤولية عن هذا الحادث تقع على القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والعراقيل التي يفرضها المتطرفون العنيفون على إمداد المساعدات الإنسانية". كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة "لوموند" السلطات الإسرائيلية، معتبرا أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ويواصل الوسطاء قطروالولاياتالمتحدة ومصر محاولة التوصل إلى اتفاق يسمح بإبرام هدنة في القتال لقاء الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع وإدخال مزيد من المساعدات. يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء السبت لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرب من الحركة لوكالة فرانس برس. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته "من المتوقع أن يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء (السبت) للقاء المسؤولين المصريين المشرفين على مفاوضات وقف النار ومتابعة تطورات المفاوضات الساعية لوقف العدوان والحرب وصفقة تبادل الأسرى". وأضاف "سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد". وبعدما كان أعرب عن أمله في أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ في مطلع الأسبوع المقبل، قال بايدن الخميس إن الاتفاق سيستغرق وقتا أطول، وذلك بعد مقتل العشرات أثناء توزيع المساعدات. قال مسؤول أمريكي السبت إن مصير الهدنة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح "فئة محددة من الرهائن". ويدور الحديث عن هدنة لستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حماس بزيادة المساعدات التي تدخل إلى غزة. في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عمليات القصف على القطاع خصوصا على مدينتي خان يونس ورفح في الجنوب، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وخلفت الغارات 92 قتيلا على الأقل خلال الساعات ال24 الماضية، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وأفادت عن مقتل 11 شخصا و"إصابة حوالى 50 آخرين من بينهم أطفال"، نتيجة استهداف خيام نازحين وتجمع للمواطنين بجوار مستشفى في رفح. وتقدر الأممالمتحدة أن حوالى 1,5 مليون فلسطيني يتكدسون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشن هجوم على "معقل حماس الأخير" في رفح، ما أثار قلقا وتحذيرات دولية واسعة. ومنذ السابع من أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي عمليات قصف متواصل على القطاع. وفي 27 أكتوبر، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في الشمال، امتدت تدريجيا نحو الجنوب. وتوعدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس. وتشن عمليات قصف مكثفة وهجوما بريا، ما أدى إلى مقتل 30320 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وأثارت حرب غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد على جبهات أخرى. وفي لبنان، نعى حزب الله ثلاثة عناصر قتلوا صباح السبت، جراء ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقلهم في جنوبلبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية والجيش الإسرائيلي، على وقع استمرار التصعيد عند الحدود منذ نحو خمسة أشهر.