طالبت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، بضرورة إرساء نماذج تمويل إبداعية ومبتكرة، من أجل تمكين حاملي المشاريع من الوصول إلى الموارد المالية الكافية للتمويل. ونبهت دشتي، في كلمة لها أثناء افتتاح أشغال القمة العربية الثانية لريادة الأعمال في مراكش الثلاثاء، إلى أنه لمواجهة تحدي التمويل القائم، من الضروري إقامة نماذج تمويل إبداعية من أجل تمكين حملة المشاريع من الابتكار وتوسيع نطاق أنشطتهم. موضحة أن مسؤولية تطوير المشاريع والمقاولات لا تقع فقط على عاتق المؤسسات المالية، إنما تتطلب كذلك تدخلا من قبل صناع القرار عبر رؤيتهم الشاملة والتزامهم. وتحدثت المسؤولة الأممية عن أهمية خلق بيئة أكثر ملاءمة وتحفيزا لحاملي المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإقرار قوانين تسهل عملية ريادة الأعمال. وفي سياق مماثل، قال الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إن الشركات الصغيرة أظهرت في مواجهة التحديات المتعددة وخصوصا المرتبطة بكوفيد 19، مرونة كبيرة وإمكانيات تخولها لتكون رافعة للتنمية وحلا للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وأكد رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أن مؤشرات العصر الحديث تظهر أن المستقبل واعد للغاية بالنسبة للشمول المالي والمشاريع، على اعتبار أنه بالرغم من إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا، تم توسيع نطاق الشمول المالي. يشار إلى أن المغرب يحتضن فعاليات النسخة الثانية للقمة العربية لريادة الأعمال، خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 دجنبر 2023، تحت عنوان: "من الصمود إلى الازدهار"، تنظمها اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا)، ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وتهدف هذه القمة، إلى تعزيز الشراكات ومساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة العربية للوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، والتعامل مع مصادر التمويل المتنوعة، والاستفادة من الشبكات الإقليمية والدولية، وتوفير بيئة عمل ملائمة لها من أجل زيادة قدرتها على التوسّع من خلال تقديم نماذج إقليمية وعالمية ناجحة في مجال ريادة الأعمال لهذه المقاولات. وتعتبر هذه القمة أيضا منبراً إقليمياً يجمع بين أصحاب القرار الوطنيين والدوليين من القطاعين العام والخاص للدعوة إلى وضع سياسات واستراتيجيات شاملة تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العربية. ومن المنتظر أن يحضر أشغال هذه القمة حوالي 1000 مشارك، منهم العديد من الشخصيات رفيعة المستوى من الوزراء وممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال والمؤثرين والمانحين الدوليين والإقليميين، إضافة إلى حاملي المشاريع، وستتوزع فعاليات هذه القمة على أساس ستة مسارات عمل رئيسية هي: جلسات التحفيز والإلهام، وورشات العمل التفاعلية، وحوار السياسات، ومعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومنطقة الفرص، والفعاليات الجانبية. بالإضافة إلى مسارات عمل عامة متقاطعة عبر مختلف الفعاليات مثل التشبيك والتبادل والربط وحشد الالتزامات. يذكر أن لجنة الأممالمتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لآسيا وإفريقيا والمحيط الهادئ، المعروفة اختصارا ب(إيكسوا)، هي واحدة من خمس لجان إقليمية أسسها المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في بيروت، بلبنان، والهدف منها هو تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الواردة في ميثاق الأممالمتحدة الذي نص على توفير عوامل الاستقرار والرفاه، وكلاهما عنصران أساسيان لإقامة علاقات سليمة وودية بين الأمم، وذلك على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق، الذي يضمن لها حق تقرير المصير ويوفر فرصاً متساوية، بما في ذلك تحقيق مستوى معيشة أفضل وتأمين العمل للجميع، من خلال التحفيز المستمر للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وذلك بتعزيز التعاون والتكامل فيما بين البلدان في كل منطقة من مناطق العالم. وعشية اختتام قمة ريادة الأعمال، يتوقع أن يتم الإعلان عن الالتزامات الوطنية والإقليمية والدولية للبلد المضيف المغرب، والإعلان بالموازاة من ذلك عن التزامات الإسكوا في مجال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، والإعلان عن التزامات الشركاء والجهات الإقليمية والدولية في مجال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، ثم يليه الإعلان الرسمي عن القمة العربية لريادة الأعمال 2024. وينتظر أن يتم الإعلان عن جوائز الإسكوا، وعن الفائزين بجائزة الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، وتحدي المنصة العربية للابتكار.