يشن الإعلام الفرنسي حملة عقيمة ضد المغرب بسبب عدم مشاركة فرنسا في جهود إنقاذ ضحايا الزلزال. صحف وقنوات فرنسية شنت منذ أمس حملات منسقة قوية، مروجة بأن المغرب "رفض" قبول مساعدة فرنسا، في حين أن المغرب لم يعلن أنه رفض هذه المساعدات. وتأتي الحملة دون مراعاة الوضع المأساوي الذي يعيشه المغرب في ظل حادث الزلزال. وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن أنه ينتظر تفاعل السلطات المغربية مع استعداد فرنسا لإرسال مساعدات إلى المغرب، وقال رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان إن "على فرنسا أن تضع رايتها وحساسيتها في جيبها" وأن تجد قنوات خاصة أخرى أو من خلال الاتحاد الأوروبي لتوجيه المساعدات". وقال إنه يمكن لفرنسا أن توجه مساعداتها عبر القنوات الخاصة أو حتى التواصل مع الاتحاد الأوروبي الذي يمكنه نقل المساعدات من جميع البلدان. وتصر وسائل إعلام فرنسية على أن "هذه المساعدات يجب أن تصل بكل الوسائل الممكنة"، في خطوة تكشف "الغطرسة" ، في وقت يبقى تقدير استقبال المساعدات أمرا سياديا. وردت سميرة سيطايل، الصحافية المغربية، في برنامج في قناة فرنسية على التهجمات الفرنسية، وقالت إن الادعاء بأن المغرب يرفض المساعدات، "كلام خطير ويجب سحبه"، لأن ذلك حسب قولها يؤدي إلى تحريض المغاربة على السلطات لكونها ترفض المساعدات. وكانت عدة دول عرضت مساعدتها على المغرب لكن السطات المغربية وافقت لحد الآن على تلقي مساعدات من كل من قطر والإمارات واسبانيا، وبريطانيا. وأفاد بيان لوزارة الداخلية، أن المغرب قرر الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا واسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال وقالت إن سبب حصر قبول عروض هذه الدول فقط، يعود لإجراء تقييم دقيق للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية. وأضاف البيان أنه "يمكن مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة". وإلى جانب فرنسا، عرضت العديد من الدول مساعدتها للمغرب، أبرزها الولاياتالمتحدة وألمانيا والهند وسويسرا بلجيكا، وغيرها، دون أن تشن هذه الدول حملات على المغرب بسبب عدم مشاركتها في جهود الإنقاذ. وشكر الملك محمد السادس شخصيا جميع الدول التي عبرت عن تضامنها وعرضت مساعدتها.