بعد الانتهاء من انتخاب رئاستها الجديدة وهياكلها التنظيمية، رسمت حركة التوحيد ملامح المرحلة المقبلة، التي لن تكون سوى "مواصلتها لنهجها الإصلاحي الوسطي المعتدل المتمثل في الإسهام في إقامة الدين في جميع مجالات الحياة"، على حد ما جاء في البيان الختامي للجمع العام الخامس. وسيتم تفعيل هذا الرهان، حسب القيادة الجديدة "ضمن توجه استراتيجي ناظم يعتمد التعاون على ترشيد التدين والتشارك في ترسيخ قيم الإصلاح". وفي هذا السياق، دعا البيان الختامي إلى "مواصلة جهود الحركة في تعزيز الإشعاع الثقافي والقيمي للنموذج الوسطي المعتدل في المنطقة والتصدي لمخاطر بعض توجهات الغلو والتطرف التي تستهوي بعض الشباب وتستثمر في بعض المظالم السياسية والأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات والشعوب الإسلامية، وتخلق لديه النقمة والإحباط وتستدرجه إلى مخططات تستهدف تغذية عوامل التنازع والفشل". كما اكد البيان ذاته تمسك الحركة ب"نهجها السلمي المبني على الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن للمخالفين". وفي هذا الإطار، عبرت الحركة عن إدانتها لمحاولات "سعت إلى استدراج طلبة الجامعة إلى العنف الذي ذهب ضحيته شهيد الحركة الطلابية عضو منظمة التجديد الطلابي عبد الرحيم الحسناوي"، مطالبة بالكشف عن الجهات التي تقف وراء اغتياله. كما دعا البيان الختامي الى "مواصلة الحركة لسيرها في إطار توجهها في تجربة الحركة الإسلامية المعاصرة القائم على إعطاء الأولوية في أعمالها للوظائف الأساسية، المتمثلة في الدعوة والتربية والتكوين"، مع تكريس خيار "التمايز بين الدعوى والسياسي وتعزيز دورها كفاعل مدني أساسي في التدافع حول الهوية ومواصلة الإسهام في تقوية جهود التجديد الفكري والاجتهاد الشرعي المواكب للعصر خدمة للإصلاح وتعميقا لأبعاده العلمية والفكرية والثقافية وعمقه الثقافي والاجتماعي".