أثنى برلمانيون بولنديون، الأربعاء بوارسو، ب"الدور الهام للمغرب في تعزيز السلم والأمن والاستقرار الإقليمي"، مؤكدين على أن بولندا تعتبر المغرب شريكا هاما لها على المستوى الإفريقي وبوابة لها نحو القارة الإفريقية. وجاء ذلك خلال لقاءين عقدهما النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، مع أعضاء مجموعة التعاون والصداقة بكل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب البولندي برئاسة كل من Alessandro Pociej و Tomasz Kostuś، هما سبل تفعيل دور مجموعات الصداقة في تقوية التعاون البرلماني الثنائي ومواكبة العمل الحكومي على جميع المستويات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية. كما شدد المشرعون البولنديون على الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوربي، مؤكدين على أن المغرب يشكل نموذجا رائدا على مستوى المنطقة، لا سيما من خلال التعاون الوثيق في مجالات رئيسية وعلى رأسها محاربة الإرهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
وخلال هذين اللقاءين اللذين شارك فيهما كل من عبد الإله حفظي، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية البولندية بمجلس المستشارين، وخالد السطي، عضو المجلس، نوه رئيس مجلس المستشارين بقوة العلاقات السياسية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية بولندا، مؤكدا أنها تأتي في إطار الرؤية الملكية الرامية لتعزيز الانفتاح على دول شرق أوربا. ودعا في هذا السياق إلى ترسيخ هذه العلاقات من خلال الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. وفي هذا السياق استعرض النعم ميارة مجالات التعاون المشتركة انطلاقا من المؤهلات والفرص الهامة للشراكة، في مختلف المجالات، وعلى رأسها الطاقات النظيفة واللوجيستيك والتجارة والاستثمارات والسياحة والتعاون الأكاديمي، مؤكدا على أن مناخ الأعمال بالمغرب يشكل إطارا هاما لتطوير هذا التعاون. كما أكد رئيس مجلس المستشارين على أهمية الدبلوماسية البرلمانية ودور مجموعات التعاون والصداقة البرلمانية بين البلدين في تعزيز قنوات التواصل والحوار على اعتبار أنها تشكل منصة هامة وآلية متقدمة لتسهيل التعاون وتبادل الخبرات والتجارب وتقريب وجهات النظر بخصوص قضايا التعاون المشترك. واقترح في هذا السياق تشكيل لجينات موضوعاتية مشتركة تنكب على هذه المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى التنسيق مع الفاعلين في مجالات الاختصاص، ولتمهد الطريق نحو عقد منتدى برلماني اقتصادي مغربي بولندي على مستوى القمة. ومن جانبه عبر أعضاء مجموعة التعاون والصداقة بمجلسي الشيوخ والنواب البولندي عن ارتياحهم لنتائج هذه الزيارة الهامة والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين وفتحت آفاقا هامة للتعاون المشترك.