سؤال حاولت الندوة التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة الإجابة عنه ذلك أن إشكالية أخلاقيات المهنة تظل من المشاكل المطروحة على الجسم الصحفي المغربي، أمام هذا التناسل الكبير للمواقع الإلكترونية التي يدعي بعضها أنها إخبارية ولا تخضع لأي ضابط قانوني وأمام صحافة ورقية مازالت هي الأخرى لم تحسم في مشكل أخلاقيات المهنة وضوابط الممارسة الصحفية. وبالنسبة لرئيس النقابة الوطنية للصحافة يونس مجاهد فإنه حتى يصل المجلس الوطني لحل مشكل أخلاقيات مهنة الصحافة فإنه يجب أن تتوفر فيه عدد من الشروط أولها أن يكون المجلس مستقلا عن الدولة "لأن المجلس لا يمكن أن يكون أداة في يد الدولة تتدخل عن طريقه في العمل الصحفي ولا ندير له أن يكون ملحقا للدولة ولا للقضاء "، كما أن المجلس يجب أن يتحلى بالمصداقية "هذه المصداقية لن تتأتى إلى بوضع مسطرة واضحة لاختيار أعضائه حتى تكون أحكامه مقبولة من طرف جميع المنابر الصحفية". نقيب الصحافيين اعترف بأن حيازة المجلس على ثقة جميع الجسم الصحفي هو "أمر جد صعب، لذلك فإنه يؤكد على أن من يشتغلون على إخراج مسودة حول المجلس الوطني للصحافة عليهم "أن يكونوا حذرين في مسألة التمثيلية" في المجلس الذي يبدو أنه لن يعرف طريقه إلى نور على المدى القريب. يونس مجاهد أشار إلى عدد من النقاط التي ستساهم في أن يكون لهذا المجلس دور حقيقي وألا يبقى فقط جهازا صوريا وهي "وضع قانون يمنح الحق للوصول إلى المعلومة تقديم الدعم المالي لهذا المجلس من طرف الدولة والعمل على تحقيق الشفافية في تمويل المقاولات الصحفية". فدرالية الناشرين والتي تعتبر أحد الأطراف الفاعلة في مسألة التحضير لإخراج مدونة الصحافة وأيضا مسودة مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة أكدت على لسان رئيسها نور الدين مفتاح بأن "المهنية ليست وحدها كافية لطن هناك أيضا الشرعية التي تستمدها المؤسسة الإعلامية من جمهورها"، مضيفا بأن القانون وحده لا يكفي من أجل ضبط الممارسة المهنية "لأن هناك ممارسات مرتبطة بالضمير المهني أكثر من القانون". ولهذا فإن نور الدين مفتحا يرى في المجلس الوطني للصحافة "الوسيلة التي يمكن من خلالها جعل الصحفيين يلتزمون بأخلاقيات المهنة وفي نفس الوقت يفرض على المؤسسة الصحفية أن تمنح الحقوق للصحفيين"، كما أن هذا المجلس سيكون وسيلة لتنظيم العلاقة بين "الصحفيين بين بعضهم البعض وبين المؤسسات الصحفية في حالة وقوع خلاف وبين المشغلين والصحفيين" يقول نور الدين مفتاح الذي أكد على أنهم كفدرالية للناشرين لم يتوصلوا لحد بأي مسودة مشروع قانون تخص المجلس من طرف الحكومة "حتى نبدأ التفاوض حولها". رئيس المجلس الوطني للصحافة السويسرية دومينيك فون بورغ كان حاضرا خلال هذه الندوة وتحدث عن التجربة السويسرية وقال بأنه في البداية كان تخوف لدى الصحفيين من أن هذا المجلس سيحد من حريتهم "لكن في الأخير توصلنا إلى صيغة أن هذا المجلس سيحل مشاكل الصحفيين من طرف صحفيين دون تدخل للدولة"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن المجلس "ليس محكمة لمحاكمة الصحفيين بل نحن لدينا سلطة معنوية فقط". رئيس المجلس الوطني للصحافة السويسرية تحدث على أن "المجلس لا يتدخل في أي قضية تطرح على القضاء لأننا لا نريد أن نكون أداة في يد القضاء ويتم استخدامنا ضد الصحافيين"، قبل أن يختم مداخلته بتعريف بسيط للعمل الصحفي وهو "نشر المعلومة بطريقة مستقلة في إطار احترام الحقيقة والأشخاص".