أثار اللقاء الذي جمع وكيل وزارة الخارجية السودانية دفع الله الحاج علي، بسفير المملكة المغربية في السودان محمد ماء العينين، حول قضية المهاجرين السودانيين في المغرب لغطا كبيرا، استغلته وسائل اعلام لتوجيه اتهامات للمغرب والترويج لمغالطات على خلفيته. وفي ذات السياق، قالت مصادر دبلوماسية ل"اليوم 24″ اليوم الأحد، أن اللقاء الذي تم يوم الخميس 7 يوليوز بين وزير الخارجية السوداني وسفير المملكة المغربية بالسودان تم بطلب من السفير المغربي، عكس ما تروج له من بعض الأطراف التي تحدثت عن استدعاء للسفير من طرف وزير الخارجية. وأوضحت ذات المصادر، أنه تم التطرق إلى المستوى المتميز الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات، كما نوه وزير الخارجية السوداني بالمقاربة الإنسانية التي تنهجها المملكة المغربية لتدبير ملف الهجرة بحكمة وتبصر. وزارة الخارجية بالسودان أصدرت بيانا على خلفية اللقاء، وقالت فيه "إن وكيل الوزارة طلب من السفير موافاة الخارجية بما يتوفر لديهم من معلومات وتسهيل مهمة سفارة السودان في الرباط لزيارة مراكز الحجز وتوفير المعلومات من الجهات المختصة بشأن الضحايا جراء الأحداث". السودان، التي زار وزير خارجيتها المغرب قبل أقل من شهر، وعينت سفيرة جديدة لها في الرباط قدمت أوراق اعتمادها هذا الأسبوع، تتمتع بعلاقات قوية مع المغرب، ترجمها تعبيرها عن دعم المغرب في خياراته وعلى رأسها وحدته الترابية. اللقاء المغربي السوداني جاء على خلفية أن عملية اقتحام السياج الحديدي ما بين الناظور ومليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو 2022، عرفت، والذي تقول الحكومة المغربية أنه تم بشكل غير مسبوق انتهاج المهاجرين لأساليب تنطوي على عنف كبير اتجاه أفراد القوات العمومية"، بحسب تصريح لمصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة. وأوضح بايتاس، في الندوة الصحافية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الخميس، أن "المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه العملية كانت نتاج مخطط مدبر بشكل مدروس، وخارج عن الأساليب المألوفة لمحاولة عبور المهاجرين". وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة، "تناسبا مع المنطق الإنساني والبعد الحقوقي اللذين تتأسس عليهما حكامة الهجرة في المغرب، فقد بادر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بإيفاد وفد عن المجلس للقيام بمهمة استطلاعية بالناظور ونواحيها". وأوضح المسؤول الحكومي، أن "الأبحاث والتحقيقات القضائية لازالت سارية بخصوص هذه الأحداث، وتكريسا لاستقلالية السلطة القضائية، لا يمكن الخوض الآن في خلاصات ونتائج المساطر الجارية في هذا الشأن". وكانت السلطات المغربية أكدت أن حصيلة القتلى من المهاجرين المشاركين في محاولة اجتياز السياج المحيط بمدينة مليلية المحتلة، ارتفعت إلى 23 قتيلا من المهاجرين غير القانونيين الذين كانوا ضمن تعداد المصابين خلال عملية الاقتحام جراء مضاعفات الإصابات البليغة التي كانوا يعانون منها. وأوضح المصدر ذاته أنه، "وأثناء تدخل القوات العمومية لإحباط هذه العملية، التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة، تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 5 إصابات خطيرة، فيما جرى تعداد إصابة 76 من المقتحمين جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج".