ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المتحدث باسم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قوله إن الوزير اطلع على البيان الذي أصدره هولاند وبصفة خاصة 'مشاعر الصداقة التي يكنها للجزائر واحترامه الكبير لشعبها'، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي سيتصل بنظيره عبد العزيز بوتقليفة في هذا الخصوص. وكانت الرئاسة الفرنسية قالت في بيان لها الأحد إن 'الجميع يعرف مشاعر الصداقة التي يكنها هولاند للجزائر والاحترام الكبير للشعب الجزائري، وهو ما أثبتته الزيارة التي قام بها في ديسمبر 2012'. وأوضح البيان أن الرئيس الفرنسي 'يعرب عن أسفه العميق لفهم تصريحاته بشكل خاطئء مشيرا إلى أنه سيبلغ أسفه للرئيس الجزائري. وكان هولاند قال في 16 ديسمبر الماضي مازحا أمام مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا إن وزير الداخلية مانويل فالس عاد من الجزائر 'سالما' قبل أن يضيف 'هذا بحد ذاته إنجاز'. وكان فالس ضمن وفد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت الذي زار الجزائر منتصف ديسمبر الماضي. وقوبل حديث الرئيس الفرنسي بانتقادات حادة في الجزائر، وكتبت الصحف الجزائرية أن هولاند 'يثير النكات على الجزائر أمام اليهود'. ودعا رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها فاروق قسنطيني السبت هولاند إلى تقديم اعتذار عن تصريحاته 'المستفزة ضد الجزائر'. وبدوره قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة السبت إن هذه التصريحات 'قللت من روح العلاقات التي تسود بين بلدينا وعكست واقع نظرة الوفود الفرنسية وغيرها بخصوص الوضع الأمني في الجزائر'. واعتبر التجمع الوطني الديمقراطي، وهو ثاني حزب سياسي في البرلمان الجزائري، الأحد أن مزحة هولاند بشأن الأمن في الجزائر، 'تنم عن الكره الذي يكنه الفرنسيون للجزائريين'. وفي باريس قوبلت التصريحات بالتنديد من بعض السياسيين، ووصفها زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلانشون بأنها 'مثيرة للاشمئزاز'، في حين وصفها جان فرنسوا كوبي القيادي في اليمين المحافظ بأنها 'سقوط لفظي' و'تصريحات غير موفقة'. وتوصف العلاقات الفرنسية الجزائرية بأنها وثيقة، لكن كثيرا ما شابتها تعقيدات منذ استقلال المستعمرة الفرنسية السابقة في 1962، وكان الرئيس هولاند أقر علنا أثناء زيارته الجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2012 بأن الاستعمار الفرنسي سبب آلاما للجزائر لكن من دون أن يقدم اعتذار فرنسا عن ذلك.