تتويج جديد للشاعر المغربي الكبير محمد بنيس، فقد فاز بجائزة «ماكس جاكوب» للشعر الأجنبي عن ديوانه «المكان الوثني» (Lieu Païen)، في ترجمته الفرنسية التي أنجزها برنار نويل، والذي صدر في يونيو الماضي عن دار «لاموريي» (L'Amourier) بفرنسا. و«المكان الوثني» ديوان صدر باللغة العربية بالمغرب سنة 1996 عن دار النشر توبقال. وتشكل الجائزة، حسب بلاغ جمعية أصدقاء الشاعر ماكس جاكوب (1876-1944) ، اعترافا بالعمل الشعري لمحمد بنيس وقوّة حضوره في اللغة الفرنسية، بعد أن صدرت له فيها عدة أعمال إبداعية. وتكافئ جائزة «ماكس جاكوب»، التي تأسست سنة 1950، وتم منحها بدون انقطاع، الأعمال الشعرية الفرنسية أو الأجنبية المترجمة إلى الفرنسية. وحصل على هذه الجائزة شعراء مشهورون منهم ألن بوسكيه وميشيل دوغي وجاك ريدا وهنري ميشونيك وصلاح ستيتيه وفيليب دولافو وعبد الوهاب المؤدب وبرنار نويل وجان بيير سيميون وأدونيس. وسيتسلم الشاعر محمد بنيس الجائزة، يوم خامس مارس 2014، من قبل وزيرة الثقافة والإعلام الفرنسية أوريلي فيليبيتي، في المركز الوطني للكتاب بباريس، وهو موعد انطلاق برنامج الأنشطة التي ستقام بمناسبة الذكرى السبعين لوفاة الشاعر ماكس جاكوب. «إلى جانب أدونيس ومحمود درويش، أنشأ محمد بنيس عملاً لا يدين فيه إلا للبحث الصبور عن أصالته الخاصة ليصبح نموذجاً داخل اللغة العربية، وقد أصبح الآن يحمل مستقبلا هو ما يجعل منه عملاً تأسيسياً»، هكذا يقول الشاعر الفرنسي برنار نويل عن الشاعر المغربي المتوج بجائزة «ماكس جاكوب»، على غرار أدونيس، ما يجعل تتويجه مستحقا لدى الفرنسيين. وشعر بنيس لم يجد له فقط موطء قدم لدى الفرنسيين وحدهم، فقد ترجمت مجموعة من قصائده إلى لغات عديدة من بينها الإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية والبرتغالية واليابانية والروسية والسويدية والمقدونية والتركية. وصدرت ترجمات لبعض أعماله الشعرية إلى الفرنسية والإيطالية والإسبانية والتركية ومنتخبات من شعره بالمقدونية. كما ترجمت بعض دراساته إلى عدة لغات، دون إغفال مكان الشاعر وسط أبناء لغته. فمنذ إصداره لديوانه الأول « ما قبل الكلام» سنة 1969، « وهو ينزاح بشعريته عن النص ليصوغ لتجربته الآفاق المتصلة بالحياة منطلقاً من المغرب، عابراً مشرق العرب، متوغلا في الحلم الكوني الذي لا يختلف عن الشعر إلا في الدرجة»، كما يقول عنه الشاعر البحريني قاسم حداد. وإلى جانب جائزة «ماكس جاكوب»، نال بنيس جائزة المغرب الكبرى للكتاب سنة 1993 عن ديوانه «هبة الفراغ» ثم جائزة الأطلس الكبرى للترجمة إلى الفرنسية سنة 2000 عن ديوانه «نهر بين جنازتين»، وجائزة «كالوبيتزاتي» الإيطالية لأدب البحر المتوسط في 2006 عن «هبة الفراغ» في ترجمته الإيطالية، وفي 2007 جائزة فيرونيا العالمية للآداب في إيطاليا وجائزة العويس في دبي، عن أعماله الشعرية، وفي 2010 جائزة الثقافة المغاربية في تونس، وفي2011 جائزة تشيبو العالمية للآداب في إيطاليا. وشحته الجمهورية الفرنسية، سنة 2002، بوسام من رتبة فارس الفنون والآداب سنة 2003. وهو عضو شرفي في الجمعية العالمية للهايكو في اليابان. وقد ولد الشاعر محمد بنيس بفاس سنة 1948. وتابع تعليمه الأولي في «الجامع»، ولم يلتحق بالمدرسة الابتدائية العمومية إلا في سنة 1958، وهو ابن عشر سنوات. أخذ يهتم بالأدب، وخاصة بالشعر، ابتداء من سنواته الأولى في الثانوية. تابع دراسته الجامعية في كلية الآداب ظهر المهراز بفاس، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1972. وحصل على دبلوم الدراسات العليا في كلية الآداب بالرباط سنة 1978 في موضوع «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب»، تحت إشراف عبد الكبير الخطيبي، وفي الكلية نفسها حصل سنة 1988 على دكتوراة الدولة في موضوع «الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها»، تحت إشراف جمال الدين بن الشيخ. وهو يعمل منذ 1980 أستاذاً للشعر العربي الحديث بجامعة محمد الخامس- أكدال في الرباط.