سعيد أوراغ بحثت في شبكة برامج القناة الامازيغية خلال شهر رمضان، استوقفني عنوان مغري، "ثيبراثين ن مرزوق" أي "رسائل مرزوق" والذي اختيرله الساعة الثامنة والربع موعدا للبث. حاولت قدر المستطاع فهم سياقات هذا المسلسل الجديد بحثا عن مؤشرات تحفز عن المشاهدة. في بلاغ للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية "رسائل مرزوق" يتكون من 30 حلقة مدة كل واحدة منها 30 دقيقة، صور بإحدى القرى التابعة لإقليم الدرويش في منطقة "آيت سعيد"، تدور أحداثه في فترة الثمانينات، بطلها "ساعي بريد" واجه العديد من الصعاب بعد تعينه في القرية وهو القادم من المدينة ليكتشف بعد انطلاقه في عمله أن هناك فسادا داخل مركز البريد يتواطىء فيه مديره والمقدم والفقيه، حيث يقوم هؤلاء بالاطلاع على محتوى الرسائل التي تبعتها الساكنة لأفراد عائلاتهم في الخارج، ويقومون بابتزازهم من خلالها فيما بعد،بالإضافة إلى تجارة المخدرات عبرها. كما سيتناول المسلسل، العديد من القضايا الاجتماعية التي مست ساكنة الريف خلال فترة الثمانينات، منها ظاهرة زواج الأقارب، حيث سيعمل مرزوق موظف البريد على تغيير أفكار الساكنة التي كانت تنبذ "قابلة" متهمة بتشويه الأطفال عند ولادتهم، وتصحيح مغالطاتهم عبر توضيح أن أسباب ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من الإعاقة بالقرية راجع إلى الزواجات العائلية وليس بسبب القابلة التي يعتبرونها مشؤومة. يشارك في هذا المسلسل ثلة من الممثلين من بينهم عبد الواحد الزاوكي، محجوب بن سي علي، محمد بنسعيد، رشيد امعطوك، ميمون زنون،بنعيسى المستيري، شهيرة، هيام لمسيسي، نوميديا، وفاء مراس، سميرة المصلوحي، اكرام حجازي، أشرف اليعقوبي، إسلام أكبيشان وأنسالجيراري تشاهدون هذا العمل الفني يوميا على قناة تمازيغت ابتداء من الساعة الثامنة والنصف. المسلسل يعالج مشاكل متعششة بمنطقة الريف وهو عرف اعتادت عليه شركة ثازري للإنتاج عبر مسارها الذي انطلق منذ 2007 حتى أن بعض الاعمال أصبحت جزءا من الذاكرة المشتركة والمتداول اليومي كما هو الحال لمسلسل مغريضو الذي حصل مؤخرا على جائزةالجمهور والإخراج. رسائل مسلسل " رسائل مرزوق" تتجه نحو نشر الوعي بظواهر سلبية تفرض المعالجة عن طريق العمل الدرامي، جزء منها قدم لنا حولها كاتب السناريو محمد بوزگو بعض المعطيات: – ظاهرة زواج الأقارب التي تعرف انتشارا واسعا في منطقة الريف مما يتسبب في ارتفاع نسبة الإعاقة. للإشارة فإن هذا الموضوعجديد على شاشة التلفزة المغربية، فالمسلسل سينبه المشاهد الى خطورة هذه الظاهرة المتفشية بكثرة بمنطقة الريف. – ظاهرة اختطاف الأطفال الزهريين وتعريضهم للخطر وهي ظاهرة حاضرة في كل مناطق المغرب – المس بسرية المراسلات بغرض التجسس على الحياة الخاصة لأهل القرية او بهدف حمايتهم من الأشرار كما هو حال مرزوق – الاستغلال المفرط للفئات الامية بالعالم القروي، من قبيل سرقة حوالاتهم البريدية التي تأتيهم من الخارج… – نبذ فئات اجتماعية محددة كما هو الحال لحسنة القابلة التي ينظر اليها كنذير شؤم أو موراي الذي تلصق به تهمة الاحمق – العقلية الرجولية كما هو الحال للحاج إدريس الذي يرفض كليا انه يعاني مرض العقم رغم ان واقع الحال يؤكد ذلك – الجشع: كما هو الحال للفقيه محند الذي يدفع ابنته الى تسميم زوجها العجوز والغني وكذا استغلال موقعه الاعتباري كفقيه وإمامالقرية. كما هو الحال لقاسم الذي يحب الغناء لكن والده يمقت ذلك بل ويمنعه من مزاولة موهبته. استغلال النفوذ، حال المقدم ومدير البريد، وتوطهما رفقة الفقيه في تهريب المخدرات للخارج عبر الطرود البريدية. علاوة على ظواهر أخرى كالتزوير، التطاول على ملك الغير… المسلسل تدور أحداثه في فضاءات العالم القروي الذي يحتضن لأكثر من 13 مليون نسمة. فأمام هذا المعطى من المنطقي استحضار أعمال خيال تهتم بالعالم القروي خاصة المسلسلات ذات الطابع التوعوي كما هو حال "رسائل مرزوق". بالاضافة إلى أنه عمل يؤرخ لفترة مهمة من تاريخ المنطقة وهي الفترة المتعلقة بالمراحل الأولى للهجرة للخارج ودور البريد والرسائل في مد جسور التواصل بين الأسر هنا وهناك في الخارج، حسب كاتب السيناريو .