أدان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين، ما قال إنه "أعمال إرهابية"، في إشارة إلى عملية إطلاق نار في مدينة الخضيرة شمالي إسرائيل، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، في حين قتلت الشرطة شخصين تقول إنهما نفذا الهجوم. وقال بوريطة، صباح اليوم الاثنين، في كلمته خلال ندوة صحافية في اختتام أول زيارة له لإسرائيل، للمشاركة في "اجتماع النقب"، الذي جمع وزراء خارجية اسرائيل وأمريكا وأربعة دول عربية من بينها المغرب، أن المغرب "يدين الهجمات الإرهابية التي حدثت أمس في الخضيرة وقدم التعازي الحارة للعائلات الضحايا و قال "ندعو الله من أجل تعافي الجرحى". واعتبر بوريطة، أن وجوده في النقب رفقة وزراء خارجية باقي الدول هو " أفضل رد على هجمات كهذه، معبرا عن سعادته بالمشاركة في "قمة النقب الأولى والتاريخية". واعتبر بوريطة أن وجود المغرب في قمة النقب "رسالة للشعب الاسرائيلي"، مضيفا أن هذه المشاركة والمساعي من أجل السلام في المنطقة "ليست تحركات انتهازية لكن ناجمة عن قناعة استنادا على علاقة طويلة المدى بين المغرب واسرائيل والملك والجالية اليهودية في المغرب، مضيفا أن "كل إسرائيلي ربما فيه دم مغربي.. هذه ليست نكتة إنها واقع"، و"هذا يظهر الروابط القوية بين المملكة والناس هنا" حسب قوله. وعاد بوريطة للحديث عن الاتفاق الثلاثي الذي وقعه المغرب قبل أزيد من سنة، وقال إنه منذ ذلك الحين، "حققنا الكثير في مجال الرحلات المباشرة والاتفاقيات الأخرى، وربط الناس فيما بينهم، وهذا مهم جدا وستكون هناك زيارات ثنائية متبادلة سترفع العلاقات بما في ذلك الوجود الدبلوماسي للمغرب في اسرائيل". وعقدت القمة المشتركة، في فندق "إسروتيل كيدما" الفاخر الواقع في منطقة "سديه بوكير" بالنقب جنوب إسرائيل، وقد تم إغلاق المكان بالكامل لاحتضان المناقشات السياسية التي أجريت هناك، والتي تركزت حول التهديد الإيراني حسب ما ذكر بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية. وبالتزامن مع ذلك، وجهت الفصائل الفلسطينية انتقادات شديدة اللهجة لمشاركة أربع وزراء خارجية عرب، في اجتماع النقب، وحذرت من تشكيل "ناتو عربي-إسرائيلي"، لمحاربة الدول والقوى التي تعارض وتقاوم المخططات المعادية. وقالت حركة حماس في بيان أصدرته اليوم إن "لقاء وزراء عرب مع الصهاينة على أرض فلسطينالمحتلة سلوك يتناقض مع مواقف ومصالح الأمة الرافضة للتطبيع". واستهجنت "قبول بعض وزراء خارجية دول عربية الاجتماع مع مسؤولين صهاينة على أرض فلسطينالمحتلة"، في الوقت الذي قالت فيه إن أرض النقب تتعرض ل "أبشع أنواع الاستيطان والتهويد لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ويمارس بحق شعبنا صنوف الاضطهاد والإرهاب والقتل والتهجير". وجددت حماس رفضها المطلق لأشكال التطبيع كافة مع الاحتلال، وأكدت أن مثل هذه اللقاءات "لا تخدم سوى العدو في تكريس عدوانه المتواصل ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، كما أنها سلوك يتناقض مع مواقف ومصالح الأمة وشعوبها الرافضة للتطبيع". من جانبه، أصدر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بيانا اعتبر فيه أن لقاء النقب "تكريس لمحور سياسي أمني عسكري بالمنطقة تقوده تل أبيب ويخدم أمنها وريادتها للمنطقة"، منبها إلى ما وصفه ب"خطورة مسار التطبيع الذي تجاوز كل الخطوط الكلاسيكية، بما يهدد حاضر و مستقبل البلاد وروابط الدولة بشعبها و روابطها بمحيطها الحضاري و التزاماتها تجاه القدس و فلسطين و كل شعوب الأمة".