الأمير مولاي إسماعيل دعمنا معنويا من صاحب فكرة ملحمة "المغرب المُشرق"؟ هي فكرتي، وقد قمت باقتراحها على الأمير مولاي إسماعيل السنة الماضية فأعجبته فعرضها على سيدنا صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي بارك العمل قبل أن نبدأ التحضير له. تحضيرات الملحمة استمرت لحوالي تسعة أشهر اخترنا خلالها مع سمو الأمير أن يتزامن عرضها مع الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس العرش.
هل كان دعم الأمير مولاي إسماعيل للملحمة معنويا فقط أم ماديا أيضا؟ سمو الأمير مولاي إسماعيل شرفنا بدعمه المعنوي حيث أنه تبنى فكرة الملحمة وكان المشرف العام على العمل فتابعه خطوة بخطوة وكان يتصل يوميا للاطلاع على سير العمل وللإدلاء بملاحظاته وأحيانا كان يفاجئ الفنانين بطلب الحديث إليهم شخصيا عبر الهاتف الأمر الذي كان له أثر طيب في نفسيتهم والذي مثل بالنسبة لهم تحفيزا كبيرا وتشجيعا لنا جميعا.
كم وصلت ميزانية الملحمة؟ العمل من إنتاجي ولا أحب الخوض في الحديث عن الماديات لأن حب المغرب بالنسبة لي لا يقدر بمال، بالطبع كانت الميزانية كبيرة ولكن حب المغرب الذي أكنه في قلبي يتجاوز تلك الميزانية بكثير وشرف بالنسبة لي أن أكون أنا من يعود بالملاحم الوطنية وبهذا الشكل المميز الذي سيفاجئ الجمهور.
هل تلقى الفنانون أي مقابل نظير مشاركتهم؟ هذا عمل وطني لذلك جميع الفنانين المشاركين وعددهم خمسة عشر مغنيا وخمس ممثلين لم يتلقوا أي مقابل مادي نظير مشاركتهم بل إنهم تركوا التزاماتهم وألغوا جميع حفلاتهم وأتوا خصيصا من أجل المساهمة في هذه الفرحة الوطنية، شركات التوزيع والتصوير وحدها التي تقاضت مقابلا ولكن عموما جميع من شاركوا كان حبهم للوطن دافعهم الأول للمشاركة في هذه الملحمة، وكما أسلفت المال ليس مهما فهذا العمل ليس تجاريا، والحمد لله العمل جميل وكبير جدا ويضم سبع فيديو كليبات تم تصويرها إلى جانب تسجيل الصوت خلال خمسة عشر يوما.
هل تفكر في مشاريع ملاحم أخرى مستقبلا؟ إن شاء الله ستكون هناك ملاحم أخرى مستقبلا ولكن طبعا بأفكار مختلفة وبشكل مختلف، لم نحظ بالموافقة بعد ولكن الفكرة موجودة ونتمنى تحقيقها قريبا بشكل مختلف وبفنانين مختلفين، كما نحلم بأن نقدم مستقبلا ملاحم عالمية ضخمة.
هناك من يرى أن الملاحم والأغاني الوطنية موضة قديمة ما رأيك؟ أولا الملحمة التي قدمناها مختلفة وجديدة شكلا ومضمونا، حيث اعتمدنا على تقنيات جد متطورة واعتمدنا أسلوبا جديدا في التسجيل والتصوير وحتى على مستوى الكلمات والألحان. ثانيا أرى أن القول أن الأغاني الوطنية موضة قديمة مجانب للصواب، فلا يمكن أن نقول إن التعبير عن حب الوطن موضة قديمة، إنه حاجة دائمة ومن الضروري تجسيد ذلك الحب الذي نشعر به تجاه الوطن من خلال أعمال فنية ترسخ لثقافة الاعتراف بما وصلت إليه بلادنا من تطور وما حققته من إنجازات لتعزيز الشعور الوطني لدى الجيل الصاعد بالخصوص.