يبدو أن قرب انتهاء كل من عبد الإله ابن كيران وصلاح الدين مزوار من مفاوضاتهما من أجل التحالف، وضم حزب الأحرار إلى الأغلبية الحكومية، أنست الطرفين حروبهما وصراعاتهما السابقة، ونسي كل منهما ما قاله في الآخر قبل فترة قصيرة. رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعدما صام عن التواصل مع الرأي العام أسابيع عديدة، خرج يوم الخميس خامس شتنبر ببيان رسمي، مرّر من خلاله رسائل عديدة إلى «حليفه» الجديد، عبر جريدة «أخبار اليوم». هذه الأخيرة اتهمت في بيان مزوار بالإساءة إلى شخصه ونشر أخبار غير صحيحة عن كواليس مفاوضاته مع رئيس الحكومة، فيما كان هذا الأخير، أكثر من تحدّث عن الوضع السياسي لمزوار وخلفيات صعوده إلى رئاسة حزبه وقيادة تحالف الأحزاب الثمانية، قبل الانتخابات الأخيرة. «بغيت نقول للسي مزوار، سمحليا آ السي مزوار، وما يبقاش فيك الحال، كي غادي دير تا يتيقو المغاربة بلي غادي يجيهوم الجديد معاك؟ ياك غير البارح المغاربة ما كانوش عارفينك؟ واش غادي ينساو المغاربة كيفاش وليتي رئيس ديال الحزب ديالك؟» تساءل عبد الإله ابن كيران في أحد المهرجانات الخطابية بمدينة سلا، الدائرة التي ترشح فيها للانتخابات الأخيرة. «لوكان بقا السي المنصوري، نقولو بعدا» يقول بنكيران، مضيفا أن «السي المنصوري يا السي مزوار، حيدوليك إلياس العماري، باش تولي نتا أمين عام ديال الأحرار لأن السي المنصوري رفض باش يسمع ويطيع اكثر من القياس. فا منين غادي تجيب اليوم الاستقلالية ديال القرار؟ ومنين غادي تجيب القوة باش تتحمل مسؤوليتك يلا كنتي رئيس ديال الحكومة، وتوقف فوجه التعليمات للي غادي تجيك من الناس للي كايداعيو القرب من المحيط الملكي؟ ما عندكش هاد القوة»، عبارات انتزعت تصفيقات أتباع بنكيران خلال الحملة الانتخابية في نونبر 2011، مرفوقة بشعار «الشعب يريد إنهاء الاستبداد». البيان الجديد لمزوار اتهم «أخبار اليوم» بإطلاق أحكام تحقيرية واستفزازية في حقه، ونسي أن رئيس الحكومة الذي يستعد للدخول تحت جناحه والانضمام إلى فريقه، قال فيه ما لم تقله «أخبار اليوم»، واعتبر أن حزب الحمامة استفاد من ترشيح تابعين لحزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الأخيرة باسمه، «ولكن غدا نتا للي غادي تتحمل أمام الله وأمام الشعب المسؤولية، وخاصك تكون قادر باش تأدي الحساب، وأنا كانقوليك، سمحليا ما فيدّكش. المشكل ديال المغرب آسي مزوار، ماشي مشكل فقط ديال الميزانية والأرقام ونسبة النمو، المشكل ديال المغرب سياسي، خاصو حكومة مسؤولة تتصرف فالصلاحيات للي عطاها الدستور»، وبنبرة من التحدي القوي، خاطب بنكيران مزوار خلال الحملة الانتخابية قائلا: «يلا دزتي فالانتخابات بطريقة شفافة أقولها لك من الآن، هنيئا لك، لكنني لن أكون معك في حكومتك وما تصلاحش ليا رئيس حكومة وما نرضاش وماشي فالمستوى (عبارات أثارت التصفيقات) يلا كنا حنا فرئاسة الحكومة وبغيتي تولي وزير، يمكن أن نفكر فيها، هذا ماشي مشكل، وزير ممكن، أما رئيس حكومة ما يمكليكش، ما عندكش القدرة السياسية». مزوار، وبعدما طالب الجريدة بإثبات ما كتبته حول العراقيل التي واجهتها مفاوضاته مع بنكيران، قال إن «أحد» أسباب استغراق المفاوضات هذه المدة الطويلة، «يتمثل في ضرورة بناء التجربة الحكومية الجديدة على أساس متين، سواء لاتقاء الصراعات داخل الأغلبية، ولضمان فعالية الفريق الحكومي وقدرته على تحقيق منجزات فعلية على الأرض، حتى لا يتكرر ما جرى في النسخة الأولى». وأضاف مزوار أن المشكلة الحالية «هي مشكلة الأغلبية، وخاصة رئاسة الحكومة، وليست مشكلة التجمع الذي يوجد، حتى إشعار آخر، داخل المعارضة وفي وضع مريح. وإذا ما حاول المساهمة في إخراج الحكومة من مأزقها، فذلك من موقع الغيرة الوطنية ليس إلا، ولا يمكن تحميله، تحت أي مبرر، مسؤولية انفراط الأغلبية والأزمة الحكومية»..