ترك الفنان حسن مفتاح المجموعة الأسطورية «جيل جيلالة» منذ 5 سنوات، إلا أن اسم المجموعة ظل لصيقا به إلى أن رافقه إلى مثواه الأخير. إذ فقدت المجموعة الغنائية أحد أعضائها. بمفارقة هذا الفنان الحياة بمستشفى «ابن طفيل» بمدينته مراكش. الفنان المولوع بالعزف والغناء لم يترك ولعه طواعية، بل إن الكلمات والألحان هي من تركته. حيث أصيب حسن مفتاح، قبل ما يقارب 5 سنوات، بمرض «الزهايمر»، الذي منعه من الغناء، لنسيانه حتى كلمات الأغاني التي شب وشاب، وهو يرددها. مفتاح الذي التحق بالمجموعة الغنائية سنة 1975، كان عازفا ماهرا على آلة «الماندولين»، بل إن مهارته تجاوزت العزف، إلى براعة الأداء المسرحي أيضا، فقد كان مفتاح أحد أعضاء فرقة «شكسبير» المسرحية. وبرع الفنان في الرسم كما في النقش على الخشب أيضا. في تصريح ل» اليوم 24 »، قال عميد فرقة «جيل جيلالة»، مولاي الطاهر، إن الفنان كان طيبا كما كانت سمته الطاغية الحياء. وعن إذا ما كان الفنان قد تلقى أيه رعاية من طرف المسؤولين، قال المتحدث إن مفتاح بعد دخوله إلى المستشفى، لم يتلقى أية التفاتة. إلا أن ولاية مدينة مراكش ووزارة الثقافة قامت باللازم بعد الوفاة. وأكد المتحدث سالف الذكر أن الفنان كان أحد أعمدة الفرقة الموسيقية، إذ كان يبرع في العزف كما في الغناء، لولا المرض الذي اضطره إلى ترك المجموعة. ويعتبر حسن مفتاح من ركائز مجموعة «جيل جيلالة»، نظرا لمساهمته في إثراء المشهد الموسيقي إلى جانب المجموعة، ضمن أغاني ومقطوعات لا تزال تتناقلها الأجيال وتشدو بعبقها الفني مختلف الأطياف الثقافية والاجتماعية بمختلف أرجاء الوطن. من جهته، أكد عبد الكريم، أحد أعضاء المجموعة في اتصال مع الجريدة، أن المجموعة كانت على اتصال دائم بالفنان، الذي انسحب من المجموعة بسبب المرض سنة سنة 2002، حيث اعتكف في منزله بمراكش. وقد كرم مهرجان الأغنية الغيوانية بمراكش سنة 2011 الفقيد، الذي تلقى تكوينه الموسيقى في «دار السي سعيد» بمراكش، حيث أتقن العزف على العود، وكون في المدينة الحمراء مجموعة فنية محلية، قبل أن يلتحق منتصف السبعينيات بمجموعة «جيل جيلالة»، التي أعطاها نفسا جديدا بعزفه المتميز. يشار إلى أن المجموعة كانت بدايتها في عام 1973 بمدينة الدارالبيضاء، وكان معظم عناصر المجموعة يمارسون مسرح الهواة في مدينة مراكش، قبل أن تنتقل بعضها إلى مدينة الدارالبيضاء سنة 1972، وكانت هذه الفترة هي العصر الذهبي لمسرح الهواة، حيث كانت الموسيقى تتخلل المسرحيات، وهذه الأغنيات وجدت تجاوبا من الجمهور المغربي، وتبين أنه يمكن أن تستقر هذه الأغنيات لوحدها. وتضم العناصر المؤسسة لهذه المجموعة كلا من حميد الدوغني ومحمد الدهان بالإضافة إلى عنصر نسائي تمثله سكينة الصفدي.