الاقتتال بين «داعش» و «النصرة» يعجل بعودته على حين غرة عاد الطفل أسامة الشعرة، اللذي داع سيطه بسبب صوره حاملا الكلاشنيكوف بسوريا « اليوم24» استقت أخباره واطلعت على حقيقة نشاطه في بلاد الشام عاد أسامة الشعرة الذي اشتهر بصوره من داخل الأراضي السورية يحمل سلاح «كلاشنكوف» رفقة والده وعدد من أشقائه إلى المغرب، منذ حوالي 10 أيام، وسط تكتم شديد حول خبر عودته. أسامة الذي كان يلقب من طرف المقاتلين السوريين ب «المقاتل الصغير»، عاد إلى المغرب بعدما قضى مدة قصيرة في تركيا، حيث كانت أمه وأخته هناك، وقد عاد رفقتهما إلى أن وصلوا جميعا إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. رفضت عائلة الطفل، وبالأخص والدته، الإدلاء بأي تصريح ل « اليوم24» أو تقديم معلومات حول أسامة الشعرة، لدواعي قيل إنها أمنية من جهة، ولأن الطفل يحاول -الآن- رسم المسار الصحيح لحياته بدل تلك التي رمى نفسه فيها من جهة أخرى. بمجرد أن عاد أسامة إلى المغرب انخرط في إحدى الجمعيات النشيطة في مقاطعة بني مكادة، تدعى جمعية «نجوم الشمال»، هذه الجمعية لها فريق لكرة القدم احتضن الطفل أسامة بمجرد وصوله إلى المغرب، وهو اليوم يشغل مهمة عميد لفريق الكرة. مدرب الفريق عمر التقال، قال ل « اليوم24» إن أسامة يحاول الآن نسيان تلك التجربة التي خاضها في سوريا، من خلال الأنشطة التي تقوم بها الجمعية، حيث يتجاوب معها بشكل كبير؛ لاسيما عندما يتعلق الأمر بمباريات كرة القدم. كيف عاد أسامة من سوريا ؟ تسأل «أخبار اليوم» الشخص الأقرب إليه، وهو مدربه التقال، فيجيب بأنه عاد رفقة أمه وأخته، وقد كانوا في تركيا، بعدما قدموا إليها من سوريا، فيما ظل الأب هناك رفقة شقيقه ياسين. وحول الدوافع التي جعلت أسامة يفكر في العودة، يقول التقال إن والده لما رأى أن الوضع تغير داخل الأراضي السورية، وأن الاقتتال بين الفصائل بات أكبر من قتال الجيش النظامي السوري، فكر في إخراجه من هناك والتوجه إلى تركيا تمهيدا لعودته إلى المغرب. مكث الطفل أسامة، المزداد سنة 1999 بطنجة، مدة غير قليلة في تركيا رفقة أمه. وفي 15 من رمضان عاد إلى أرض الوطن، وفق ما يؤكده نفس المصدر، المقرب من أسامة وعائلته. وبخصوص الصور التي كان يظهر فيها، وهو يحمل قطع السلاح، قال التقال، إن تلك الصور هي من أجل الظهور الإعلامي، وقد تناقلتها عدة قنوات دولية، لكن الحقيقة غير ذلك. ما هي حقيق الأمر إذن؟ تسأل « اليوم24» مرة أخرى مدرب أسامة الشعرة فيجيب: «أسامة لم يشارك في القتال وحتى بنيته الجسمانية لا تسمح له بحمل «الكلاشينكوف»، عندما ظهر في إحدى الصور أنه يحملها». من جهتها، السلطات الأمنية لم تحقق مع الطفل أسامة رغم أنها متأكدة من أنه كان في سوريا وعاد منها عبر تركيا إلى المغرب. يقول التقال، إن الأمن استدعاه، وباشروا معه مجموعة من التحقيقات، لكنهم سرعان ما لبثوا أن حبذوا فكرة التحاقه بالجمعية الرياضية بمجرد معرفتهم بذلك.