فضل الطفل أسامة الشعرة، الشهير بأنه أصغر مقاتل مغربي في سوريا، ترك رشاش «الكلاشينكوف» التي غزت صوره معها شبكات التواصل الاجتماعي، والعودة إلى مسقط رأسه مدينة طنجة، حيث أكد مجموعة من سكان حي «بئر الشفا» الشعبي، التابع لمقاطعة بني مكادة، أنه عاد بالفعل إلى منزل عائلته. أسامة الشعرة، البالغ من العمر 14 عاما فقط، والذي شكل التحاقه بالقتال في صفوف المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، صدمة للرأي العام، بالنظر إلى صغر سنه، لا زالت الطريقة التي عاد بها إلى المغرب غامضة، ولا يُعلم ما إذا كان قد عاد وحده أم رفقة والده وإخوته الذين التقطت له صور أخرى معهم رفقة البنادق. وحسب مصادر «المساء»، فإن المعطيات المتوفرة حول والده أحمد الشعرة، ترجح إمكانية مقتله أو إلقاء القبض عليه، كما ترجح أن يكون بعض إخوانه قد تمكنوا من الفرار من سوريا إلى الجانب الحدودي التركي. وحول والده، الذي بثت قناة «فرنسا 24» الإخبارية، تسجيلا صوتيا منسوبا إليه، ثم أعلن عن إلقاء القبض عليه من طرف المخابرات الفرنسية، استبعدت مصادر «المساء» أن يكون هو نفسه والد الطفل أسامة، مشيرة إلى أن الشخص الذي قبض عليه يلقب ب»أبي حمزة المغربي». وكان الطفل أسامة الشعرة، قد ظهر في صورة نشرتها حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لجهاديين، ظهر خلالها وهو يحمل رشاش الكلاشينكوف، وأرفقت الصورة بتعليق يصفه بأنه «المجاهد الصغير أسامة المغربي أحد جنود الدولة الإسلامية». وبعد تلك الصورة ظهرت صور أخرى لأسامة رفقة والده، بدا في إحداها يحمل بندقية رفقة أبيه وإخوته، وفي الثانية يساعد أباه في محل لبيع اللحوم، قبل أن تبث قناة «فرنسا 24» شريطا صوتيا لمن أسمته «أبا حمزة المغربي»، يعلن فيها عدم نيته العودة إلى المغرب والاستقرار نهائيا ب»الدولة الإسلامية»، حسب وصفه، لكنها أرفقت التسجيل بصور فوتوغرافية لأحمد الشعرة وأبنائه، وأبرزهم أسامة. وخلف رحيل أسامة إلى القتال في سوريا صدمة كبيرة للرأي العام في مدينة طنجة، حيث إن أسامة كان يوصف بأنه «أيقونة» احتجاجات التيار السلفي بمنطقة بني مكادة في فترة الحراك، وكانت تربطه علاقة طيبة بأغلب المحتجين من مختلف الأطياف.