بعد أيام من توقيع محضر اتفاق مرحلي بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع النقابات الخمس الأكثر تمثيلية، لحل الإشكالات العالقة التي كانت تغضب شغيلة القطاع، لا زالت عدد من الفئات المشمولة بالاتفاق، تنتظر تفاصيل أكثر حول ما تم التوافق حوله بين الوزارة والنقابات، متخوفة من أن تكون التفاصيل لا تتوافق مع ما كانت النقابات تطالب به. وقال عبد الوهاب السحيمي، عضو تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات العليا المطالبين بالترقية مع تغيير الإطار، والذين عرفوا بالتظاهر والاحتجاج على وزارة التربية الوطنية منذ سنة 2016، إن هذا المحضر الموقع يوم الأربعاء، يأتي بعد اتفاقات سابقة، آخرها كان قبل سنة، وعدت فيه الحكومة أن يمثل حلا نهائيا لهذا الملف، إلا أنه لم يتوج بمحضر اتفاق. وحسب السحيمي، فإن تنسيقية حاملي الشهادات لا زالت تجمع المعطيات حول الاتفاق الموقع، لتكوين موقف نهائي منه، إلا أنه على الرغم من ذلك، سجل استغرابه من تحديد الوزارة لنهاية سنة 2022 لتنفيذ التزاماتها تجاه هذه الفئة، معتبرا أن هذا التأخر غير مبرر خصوصا أن المعنيين بهذه التسوية عددهم محدود وقليل، وكان الأجدر تسوية ملفهم في وقت أقرب، بعدما عمر طويلا. ونقل السحيمي مخاوف هذه الفئة، من الشروط التي وضعتها الوزارة أمامهم لتغيير الإطار والترقية، وذلك بإخضاعهم لاختبار شفوي وكتابي، في الوقت الذي كانوا ينتظرون ترقية وتغييرا للإطار بالاستناد للشهادات العلمية المحصل عليها، على غرار ما كان معمولا به في السابق. حاملو الشهادات سبق لهم أن قدموا تصورهم لحل أزمتهم للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، ووافقت عليها النقابات لتكون منطلقا للحل، إلا أن هناك مخاوف من أن يكون الاتفاق الذي وقعت عليه النقابات حاليا مع الوزارة، لا يتوافق مع تصورها السابق لحل الأزمة. يشار إلى أنه بعد ثلاثة أشهر من وصول الحكومة الجديدة، تمكنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من توقيع اتفاق مرحلي مع النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، من أجل إرساء منهجية الحوار الاجتماعي، وتسوية بعض الملفات المطلبية، وبرمجة التفاوض حول باقي الملفات. وحسب محضر الاتفاق، فإن الوزارة تعهدت على المدى القريب، بالحوار مع النقابات، والتداول، وتعزيز مبدأ الشراكة، وجعل هذا الأسلوب قناة رئيسية لمعالجة كل القضايا الخلافية. وبخصوص أطر التدريس الحاصلين على شهادات عليا، فقد تم الاتفاق على تنظيم مباراة كتابية وشفوية لهم، للتباري، حسب الخصاص في التخصصات المطلوب في التعليم الثانوي، وتعيين الناجحين في المباراة في الدرجة الموالية، سواء داخل السلك، أو خارجه.