لنكن صرحاء مع انفسنا، الرياضة بشكل عام و كرة القدم خاصة لم تعد لعبة رياضية و فقط. الولاياتالمتحدةالأمريكية و هي تعلن مقاطعتها الدبلوماسية للالعاب الاولمبية الشتوية في الصين تعي يقينا بأن الالعاب الرياضية ذات الابعاد الوطنية أصبحت محددة في جيوسياسية الدول. عندما تلعب فرنسا مع بريطانيا أو فرنسا مع المانيا او قطر مع الإمارات او السعودية فالأمر ليس لعبة في تسعون دقيقة و لكن هي رسائل معينة تمرر بين البلدان. في مذكرات احد رؤساء الارجنتين، يستحضر هذا الرئيس نقطة مهمة و هي عند استقباله لأي رئيس دولة أو وفد عالي المستوى فأول سؤال يبادره الضيف هو السؤال عن اللاعب مارادونا و احواله و ليس على أحوال البلد الاقتصادية و السياسية، و يضيف ، كان هذا الأمر مفخرة و قوة الارجنتين. من يهتم بهذا المجال العلمي المحظ، الجيوسياسية، يعرف بأن كرة القدم أصبحت و منذ مدة طويلة فاعلا(Acteur) مهما في تمثلات الجيوسياسية الدولية. فهي عنصر من عناصر القوة الناعمة، و اعتقد جازما بأن تتوفر على منتخب وطني قوي و فائز يوازي توفرك و الاعتماد على جيش مدرب و جاهز للدفاع عن المصالح العليا للبلد. مبارة اليوم بين المنتخب الوطني المغربي و المنتخب الجزائري ليست مقابلة عادية و لكنها مقابلة بطعم تقوية محددات القوة الناعمة بين البلدين خاصة وان المبارة تأتي في سياقات متعددة على المستوى العربي العربي و المغربي الجزائري. الانتصار في هذه المبارة سيكون حاسما خاصة وان تأثير ذلك سيكون له تمثلات و دلالات نفسية عند الوعي الجمعي للشعبين. النشيد الوطني الذي سيعزف في أول المبارة ليس فقط لحن و كلمات و لكن تاريخ و رؤية دقيقة لوجودية الدولة و مستقبلها. العولمة للرياضة هي محدد مركزي في الجيوسياسية و الجغرافية السياسية و كرة القدم هي في خدمة القوة الناعمة و السياسة، احد العوامل الحاسمة في التأثير الاستراتيجي للدول.