على مساحة تقدر بمتر ونصف، في ركن معزول من أركان المغرب الاخر الذي لا تصله الشمس، تتكدس أجساد اسرة فقيرة مكونة من ثلاثة أشخاص. يجتمعون تحت سقف "جحر" يسمى غرفة، تنعدم فيها ابسط شروط العيش. عائلة بركات، قصة من قصص الموت التي تنسج بعيدا عن اعين الكثيرين في العاصمة الاقتصادية للبلاد. قدر هذه الاسرة ان تعيش مجتمعة في غرفة "جحر" لا تتجاوز مساحتها الإجمالية متر ونصف، غاضين الطرف عن وردية الحياة وبسمتها. في كاريان بشارع مولاي هشام بسيدي مومن، تتكدس أسرة بركات المكونة من أم مريضة وابنتين، إحداهما تصارع الزمن لتعول العائلة، والاخرى تتكفل برعاية الوالدة العجوز، المجبرة على قضاء حاجتها في "سطل" داخل نفس الغرفة التي لا تتوفر على مرحاض ولا مطبخ. داخل هذا الجحر الذي تنبعث منه رائحة الموت، عاشت حبيبة حركات البالغة من العمر اليوم 27 سنة جميع مراحل حياتها إلى جانب أختها البالغة من العمر 37 سنة. لا أحلام تلونت في أعين الأختين في عز شبابها، حيث كان الحلم الاول والأخير هو بيت يأوي أجساد اسرة أثقلها الحرمان والعوز.