في وقت دعت فيه الحركة الأمازيغية بالمغرب جميع مناضليها وكل القوى الديمقراطية والحقوقية لتنظيم وقفات تضامنية مع أمازيع غرداية، شككت الجزائر في الهدف الحقيقي وراء قيام الجمعيات المغربية بالتظاهر تنديدا بالعنف القائم هناك. ووجهت الحركة الامازيغية في كل من مدينتي طنجة والدار البيضاء نداء من أجل تكثيف الحضور في الوقفة التضامنية يوم غد بطنجة، و يوم الاثنين القادم بالبيضاء أمام القنصلية الجزائرية تنديدا بما أسمته الحركة الامازيغية في بيان لها بجرائم القتل والإضطهاد العرقي والطائفي المسلط على أمازيغ الجزائر بمنطقة غرداية ، وفضح ما يتعرضون له من إبادة جماعية على أيدي من وصفتهم ب"العروبيين" في الجزائر. وفي المقابل، اعتبرت جمعيات حقوقية جزائرية أن دعوة المغاربة إلى التظاهر ما هي الا رغبة من المخزن المغربي لاستثمار الأحداث التي تشهدها منطقة غرداية، ومحاولة منه لاستغلاها لتصفية حساباته مع الجزائر. ووصفت تنسيقية متابعة الأحداث بغرداية أن المغرب ينهج سياسة استغلال الفرص لاستهداف الجزائر وتشويه صورته. ورفض خضير باباز عضو لجنة التنسيق و متابعة الأحداث في غرداية أي مسعى يحاول جرّ القضية نحو مستنقع التدخل الأجنبي على حد قوله لجريدة البلاد الجزائرية. وعرفت الأوضاع بولاية غرداية جنوبالجزائر، نهاية الأسبوع مرحلة انفلات أمني غير مسبوق في أعقاب وقوع اشتباكات عنيفة بين العرب والميزابيين أتباع الإباضي، عجزت قوات الأمن عن إخمادها بالقوة، وخلفت عدة خسائر مادية منها حرق 40 منزلا، وتوقيف 12 عنصر على الأقل و تجمهر يوم الأحد الماضي عشرات الميزابيين القادمين من ولايات الوسط بوسط العاصمة الجزائرية، للاحتجاج على السياسة الحكومة المنتهجة في غرداية، وقالوا إنها ترقيعية ولا تحمي أرواح عائلاتهم وممتلكاتهم، ولا تحاسب المسؤولين عن جرائم القتل والتخريب والاعتداءات المتكررة التي لا تنقطع في المنطقة منذ أزيد من نصف سنة.