تقدمت البرلمانية آمنة ماء العينين، بالشكر لحزبين سياسيين ربطا الاتصال المباشر بها لتقديم عروض للترشح باسميهما سواء في الانتخابات التشريعية أو الجهوية. وقالت القيادية في حزب العدالة والتنمية، إن أحد الشخصين هو الأمين العام شخصيا، والآخر قيادي مبعوث من طرف الأمين العام. وأضافت، "العروض قُدمت في صيغة راقية تحمل التقدير لشخصي المتواضع، وبما أنني اعتذرتُ فورا بعد الشكر رغم اقتراحهما علي أخذ مهلة للتفكير، إلا أنني فكرتُ في كتابة تدوينة". وقالت أيضا، "ليس طبيعيا هذا القدر من التطبيع السياسي والاجتماعي مع الترحال السياسي عشية الانتخابات، حتى صار الأمر عاديا بل ويقابل بالاحتفاء وقد يدعو أصحابه إلى الفخر، وإني مؤمنة أن في الأمر مزيدا من امتهان السياسة وتسفيه السياسيين وتمييع الأهداف النبيلة للعملية السياسية ورهاناتها الأصيلة". وتأسفت ماء العينين، لوصول "الترحال" إلى نخب الأحزاب ومناضليها المعروفين إما عرضا أو طلبا أو قبولا، مضيفة، "لأن الأمر يستبطن إفقادَ المعنى للانتماء الحزبي بين أبناء الأحزاب السياسية الذين يُنتظر منهم الدفاع عن الحرمة "المفترضة" للمؤسسة الحزبية". وتابعت: "لستُ مبدئيا ضد تغيير اللون الحزبي لمن يختارون ذلك، حينما تتحصل القناعة الهادئة بذلك، بعيدا عن الزمن الانتخابي وسعار المواقع والمناصب، بناء على رهانات واضحة يغذيها المسار السياسي الشخصي وحصيلة التجارب والقدرة على الإقناع بالانتقال الحزبي". وترى المتحدثة أن "الأحزاب السياسية لم تترك بممارساتها اليوم فرصة للتمايز على أساس الفكر أو الإيديولوجيا أو الاختيارات السياسية والمذهبية، لقد اقترب الكل من الكل أو يكاد". وشددت على أنها "ليست سياسية تبحث عن المواقع والمناصب بأي طريقة، وانتماؤها لحزب العدالة والتنمية لم يكن انتماء لحزب سياسي يمكنها تغييره كما تغير قميصها، وإنما كان انتماء لفكرة ومشروع سياسي واعد، وقد مارست حقها في انتقاد الذين جنوا على هذا الحزب من داخله باختيارات وقرارات خاطئة بعضها انتهازي وجبان تهدف إلى تغيير جيناته السياسية"، بحسب تعبيرها". وكتبت القيادية الحزبية أيضا، "مؤسف أن تصل ظاهرة الانتقال والترحال إلى حزب العدالة والتنمية، وقد ظل محصنا ضدها بقوة مشروعه السياسي وقوة التعبئة والروح النضالية داخله"، مضيفة، "وبما أن الأمر صار يتخذ طابع الظاهرة، فإن تقييما حقيقيا يفرض نفسه إنقاذا للحزب حتى لا يندحر ويصل إلى ما وصلت إليه بعض الأحزاب التاريخية التي فاقته في أزمة ماضية شعبيةً وحضورا سياسيا".