في ظل استعدادات استثنائية لاستقبال زيارة أول وزير خارجية إسرائيلي للمغرب منذ 18 سنة، بدأت تظهر معالم برنامج يائير لابيد في المغرب، إذ من المنتظر أن يصل، غدا الأربعاء، ويواصل برنامجه رفقة الفريق المرافق له ليومين. ومن المنتظر أن يلتقي لابيد، غدا، بعد الظهر نظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث سيجري الوزيران محادثات ثنائية في مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يرتقب أن تتوج بتصريح صحافي مشترك من الوزيرين. لابيد الذي سيزور المغرب رفقة وفد يضم مسؤولين في قطاعات السياحة والشغل والصحة، يتطلع لتوقيع ثلاث اتفاقيات للتعاون، وتعميق العلاقات بين إسرائيل والمغرب، ووضع ضمن برنامج المسؤولين المرافقين له تنظيم لقاء مع وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، إضافة إلى لقاء مسؤولين في وزارة الصحة، لمناقشة تطورات الوضع الوبئي في البلاد، وأفق التعاون بين لبلدين في مجال مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد. برنامج وزير الخارجية الإسرائيلي يضم كذلك زيارة ضريح الملكين محمد الخامس، والحسن الثاني في العاصمة الرباط، وفي يومه الثاني افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة الرباط، وإقامة الصلاة، يوم الخميس، في أحد المعابد اليهودية بمدينة الدارالبيضاء، كما ينتظر أن يختتم الوفد الإسرائيلي زيارته للمغرب بمؤتمر صحافي في أحد فنادق العاصمة. برنامج الوفد الإسرائيلي، لا يضم رسميا سوى لقاء مسؤولين حكوميين، زوهما وزير الخارجية ووزيرة السياحة، في الوقت الذي استبق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الزيارة، بالإعلان بوضوح عن عدم برمجة لقاء بينه وبينه، ولابيد، وتأكيده موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض للانتهاكات الإسرائيلية. العثماني في آخر حوار له أجراه قبل يومين مع التلفزيون العربي، لم يكتف بأعلان عدم وجود لقاء مبرمج بينه، ولابيد، ولكنه عاد إلى تفاصيل توقيع اتفاقية إعادة العلاقات مع إسرائيل، ووصفه ب"القرار المؤلم"، وقال: "هذا قرار مؤلم وصعب، ولكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير، وأكبر، والمهم أن الملك نفسه أكد أن المغرب لم يغير موقفه من الكفاح الفلسطيني". وستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية إلى الرباط، منذ إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في شهر دجنبر الماضي، في ظل تسريع وتيرة التقارب بين البلدين، على الرغم من عقدين من توقف العلاقات الدبلوماسية المباشرة، خصوصا مع إطلاق أول خط للربط الجوي المباشر بين البلدين قبل أسبوعين، وهي الاتصالات، التي سيتم تعزيزها بخطين آخرين بين إسرائيل، ومدينتي الدارالبيضاء، ومراكش، حيث سيتم تشغيلهما على التوالي من قبل شركة الخطوط الملكية المغربية، وشركة العربية للطيران منخفضة التكلفة في أكتوبر المقبل، حسبما أعلن، الأحد الماضي، مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى الرباط دافيد غوفرين عبر حسابه على تويتر.