بات يتعين على الفرنسيين، من الآن، فصاعدا، حمل تصاريح صحية للتوجه إلى دور السينما، أو المتاحف، أو المنشآت الرياضية، في حين سجلت البلاد ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات اليومية تجاوز 18 ألف إصابة جراء المتحور دلتا، الشديد العدوى. وستشمل إلزامية حمل التصريح الصحي أماكن الترفيه، والثقافة، التي تجمع أكثر من 50 شخصا (مقابل ألف في السابق). وتأتي هذه القرارات مع انطلاق النقاشات في الجمعية الوطنية حول قانون توسيع نطاق استعمال التصريح الصحي، وإلزامية تطعيم الطواقم الصحية. وفي السياق ذاته، شدد وزير الصحة أوليفييه فيران على "خطورة الوضع"، مشيرا إلى إصابة 21 ألف فرنسي بكورونا خلال آخر أربع وعشرين ساعة مقابل 18 ألفا في اليوم السابق، قبل أن يتجاوز عدد الإصابات اليومية عتبة 20 ألفا لأول مرة، منذ ماي الماضي. وبدأ النواب دراسة مشروع القانون بشأن هذه الإجراءات الجديدة، المطروح للاعتماد في أجواء متوترة، وقدموا أكثر من 1100 مقترح تعديل خلال الجلسة، التي يبدو أنها ستكون طويلة للغاية. وفي ظل تزايد الاحتجاجات المناهضة للقيود الصحية، أرسل رئيس الوزراء جان كاستكس رسالة حازمة إلى من "يرتكبون أعمال العنف" احتجاجا على التطعيم، وقال "سنكون متشددين". وحذر مدير عام مستشفيات باريس، وضواحيها مارتن هيرش في صحيفة "ليبراسيون"، اليوم، بأن "ثلث من تجاوزوا سن الستين.. لم يتلقوا اللقاح"، ومع وجود متحور أشد عدوى "بالنسبة إلى المستشفى، فإن الموجة قد تكون بنفس حجم الموجات السابقة". وقد ساهم توسيع نطاق الأماكن المحصورة بحاملي التصاريح الصحية، المعلن، منذ تسعة أيام بالتزامن مع فرض إلزامية التطعيم على العاملين في المؤسسات الصحية، في تسريع وتيرة حملة التلقيح، ولكنه خيب آمال أصحاب الأماكن الثقافية، الذين يحاولون التعافي بعد عدة أشهر من الإغلاق، بسبب الوباء. ولمواجهة هذه القيود الجديدة، تم أمام برج إيفل، أحد المعالم الأكثر زيارة في العالم، نصب خيم لاجراء اختبارات سريعة لجميع الزوار، الذين لا يحملون تصاريح صحية مجانية.