يتعين على الفرنسيين من الآن فصاعدا حمل تصاريح صحية للتوجه إلى دور السينما أو المتاحف أو المنشآت الرياضية، في حين سجلت البلاد الثلاثاء ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات اليومية بلغ 18 ألف إصابة جراء المتحورة دلتا الشديدة العدوى. وستشمل الزامية حمل التصريح الصحي أماكن الترفيه والثقافة التي تجمع أكثر من 50 شخصا (مقابل ألف في السابق). مع بدء النقاشات في الجمعية الوطنية حول قانون توسيع نطاق استعمال التصريح الصحي وإلزامية تطعيم الطواقم الصحية، شدد وزير الصحة أوليفييه فيران على "خطورة الوضع" مشيرا إلى إصابة 21 ألف فرنسي بكورونا خلال آخر أربع وعشرين ساعة مقابل 18 ألفا في اليوم السابق. وتجاوز عدد الإصابات اليومية عتبة 20 ألفا لأول مرة منذ أيار/مايو. وبدأ النواب دراسة مشروع القانون بشأن هذه الإجراءات الجديدة المطروح للاعتماد في أجواء متوترة، وقدموا أكثر من 1100 مقترح تعديل خلال الجلسة التي يبدو أنها ستكون طويلة للغاية. وفي ظل تزايد الاحتجاجات المناهضة للقيود الصحية، أرسل رئيس الوزراء جان كاستكس رسالة حازمة إلى من "يرتكبون أعمال العنف" احتجاجا على التطعيم، وقال "سنكون متشددين". وحذر مدير عام مستشفيات باريس وضواحيها مارتن هيرش في صحيفة "ليبراسيون" الاربعاء بأن "ثلث من تجاوزوا سن الستين (…) لم يتلقوا اللقاح" ومع وجود متحورة أشد عدوى "بالنسبة للمستشفى، فإن الموجة قد تكون بنفس حجم الموجات السابقة". ساهم توسيع نطاق الأماكن المحصورة بحاملي التصاريح الصحية، المعلن منذ تسعة أيام بالتزامن مع فرض إلزامية التطعيم على العاملين في المؤسسات الصحية، في تسريع وتيرة حملة التلقيح ولكنه خيب آمال أصحاب الاماكن الثقافية الذين يحاولون التعافي بعد عدة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء. قال الكسندر هيلمان، صاحب صالة السينما "غراند ريكس" الشهيرة لوكالة فرانس برس "إنه صيف رائع نظريا، مع إطلاق أفلام شهيرة مثل + كاميلوت + و + فاست اند فيوريوس 9+ وعدة أفلام أخرى" مضيفا "لكن مع فرض التصريح الصحي والطقس الجميل سيعكف الكثيرون عن الذهاب إلى السينما". تخشى دور السينما والمتاحف والمسارح والمهرجانات الصيفية انخفاض نسبة الحضور لكنها تأمل في ألا يثني الإجراء المفروض حاليا على البالغين فقط، المشاهدين كثيرا . وخاصة أنه في الأماكن المحصور الدخول إليها بحاملي التصاريح الصحية "يمكن عدم وضع الكمامات"، بحسب فيران، إلا إذا ارتأت السلطات المحلية عكس ذلك بناء على الوضع الوبائي ضمن نطاق منطقتها. وفضلت مارغريت دالميدا، وهي ممرضة تبلغ من العمر 23 عاما ، التي جاءت لمشاهدة فيلم "كاميلوت" صباح الأربعاء في إحدى دور السينما وسط باريس، وضع الكمامة رغم أنها تلقت اللقاح، مشيرة إلى أنه منذ إعادة فتح الصالات "هناك أشخاص يضعون الكمامة وآخرون لا يضعونها". ويرى ريتشارد باتري، رئيس الاتحاد الوطني لدور السينما الفرنسية، أن الصالات "ت عامل مثل الطلاب السيئين" في حين لم يتم تسجيل أي بؤرة إصابة فيها. واشار إلى صعوبة إدارة الوضع كما هو الحال في صالة "غراند ريكس" في باريس التي تتسع ل"1200 متفرج يصلون قبل ربع ساعة (من العرض) ويتطلب تدقيق كل شخص من 20 إلى 25 ثانية". ولمواجهة هذه القيود الجديدة، تم امام برج إيفل، أحد المعالم الأكثر زيارة في العالم، نصب خيم لاجراء اختبارات سريعة لجميع الزوار الذين لا يحملون تصاريح صحية (مجانية للفرنسيين ومدفوعة للأجانب) على طرفي البرج الذي أمه نصف عدد الزوار المعتاد منذ الجمعة. على صعيد التطعيم الذي يعتمد عليه الأطباء والسلطات لتجنب الضغط الذي ستسببه "الموجة الرابعة" هذه على خدمات المستشفيات، تلقى 56,6% من السكان جرعة واحدة على الأقل، وتم تحصين 46,4% من السكان بشكل كامل، وفق آخر تعداد رسمي صدر الثلاثاء. ومنذ بداية الوباء، س جلت وفاة 111,554 شخصا بسبب كوفيد رسميا في فرنسا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 67 مليون نسمة.