دعت المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلام والأمن الدوليين لأن استمرار العدوان يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات دعت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أمام الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزاري، الذي عقد باليوم بالقاهرة لدراسة تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة الى وقف تكتل دولي من اجل دعم الشعب الفلسطيني وإجبار اسرائيل على وقف عدوانها المتواصل الذي اسفر على سقوط مئات الابرياء. وقالت بوعيدة التي تراست اجتماع القاهرة نيابة عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار بصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس ان "عدوان يوليوز 2014 على غزة إلا جزء من سلسلة اعتداءات منتظمة الفصول ومُحكمة الإعداد للرجوع إلى نقطة الصفر كلما بدا بصيص من الأمل في تسوية القضية الفلسطينية العادلة"، مشيرة في هذا الصدد الا انه "يكفي استحضار كرونولوجيا الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني للتأكد من هذه الاستراتيجية التي تتوخى منها إسرائيل تحقيق مكاسب ميدانية، وتشديد قبضتها على الأرض الفلسطينية المحتلة، وتبرير رفضها للسلام، والتنصل من أية مسؤولية في إفشال المفاوضات وإلصاق التهمة بالجانب الفلسطيني، وإضعاف قدراته، والمس بوحدة صفه". وزادت "كيف يعقلُ أن يكونَ المسؤولُ عن القتل والتدمير من يريد بيتا مستقلا قابلا للحياة". ودعت المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلام والأمن الدوليين لأن " استمرار العدوان لا يمكن أن ننتظر منه الهدوء أو الجمود، بل في بعض الحالات لا أحد يستطيع التنبأ بما قد ينتج عن تمادي القَوي في قهر من يسعى إلى استرجاع حقه المشروع والانجرافات التي يمكن أن تقع في المحيط كله"، تقول. ولم تخف الوزيرة المنتدبة في الخارجية بأن هذا المحيط يعيش ظروفا بالغة الخطورة بسبب تنامي الأفكار المتطرفة التي تترعرع في ظل العنف، فالظروف التي تشن فيها إسرائيل غاراتها على الشعب الفلسطيني لدحض حقه في إقامة دولته المستقلة تحمل في طياتها ما يهدد أمن بقية البلدان العربية ووحدة أراضيها، وتعطي الفرصة لمن لا يريد العيش إلا في الفوضى والصرلالتقط عن الى التحرك على الساحة الدولية لإلزام إسرائيل بإيقاف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وعدم تكرار هذه الاعتداءات، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لإخواننا الفلسطينيين، مضيفة انه على المجتمع الدولي ان ينظر الى هذا الواقع وان يسارع الى إنقاذ الشعب الفلسطيني وفك الحصار عنه وتعزيز صموده ودعم مصالحته وتمكينه من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف. وزادت "تضامننا المتواصل مع الشعب الفلسطيني وتكثيف تعبئتنا للمجتمع الدولي كفيلان بتحريك منطق الحكمة والعدالة والمبادرات الجادة لتهييئ ظروف العودة إلى الحوار والمفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطين على أراضيها المحتلة منذ عام 1967وعاصمتها القدس الشريف". بعد مرور أيام على انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، ينعقد اليوم اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لتدارس الأوضاع في القطاع برئاسة المغرب. الاجتماع الطارئ يأتي لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية و"للخروج بموقف موحد للوقف الفوري لهذا العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني و ضمان حمايته و صون حقوقه وإنهاء الحصار على قطاع غزة،" وذلك بعد مرور أيام من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 170 مدنيا فلسطينيا وجرح الآلاف. وكان مزوار قد أعلن يوم الخميس الماضي عن توجيهه دعوة إلى وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع طارئ حول الأوضاع في قطاع غزة منذ بداية العدوان، قائلا أن سبب تأخر الاجتماع أتى بطلب من رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، الذي طلب منه في اتصال هاتفي مهلة قبل انعقاد هذا الاجتماع.